تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذكــــــريات جميـــــلة

مجتمع
السبت 28-11-2009م
ابتسام هيفا

العيد فرحة وذكريات جميلة للكبار والصغار... فالأطفال يعني لهم العيد أشياء كثيرة... فمنهم من ينتظر لعبة العيد ومنهم من ينتظر العيدية، وآخرون اشتروا ألبسة جديدة وانتظروا قدوم العيد بلهفة من أجل لبسها...

بينما نحن نستعد للعيد ونقوم بالتحضيرات له سألتني ابنتي كيف كان العيد في أيامنا عندما كنا صغاراً في الماضي كان العيد بسيطاً... كانت عائلتنا مؤلفة من عشرة أولاد، وكانت والدتي تشتري لنا الملابس الجديدة مرة أو مرتين في السنة ولا بأس إن كانت أكبر من القياس من أجل العام القادم ربما يرثها أحد الإخوة الأصغر..في مساء يوم وقفة العيد كنا نضع ألبستنا وأحذيتنا الجديدة بقربنا وننام لنحلم بألوان قوس قزح... في الصباح الباكر نستيقظ ونرتدي ألبستنا الجديدة ونأخذ العيدية ونذهب إلى الحارة حيث الألعاب المتواضعة والبسيطة كالأراجيح، كنا نستمتع جداً في الركوب فيها وكان صاحب الأرجوحة يغني لنا الأناشيد الخاصة بالعيد ونحن نردد وراءه بصوت عال فالوسائل الصوتية في تلك الأيام لم تكن متوفرة وعندما ننفق العيدية نذهب إلى البيت لنأخذ السكاكر والحلويات ونعطيها لصاحب الأرجوحة كي يتركنا نلعب بعض الوقت... أو نذهب إلى الجيران لمعايدتهم فيضعون لنا الضيافة في جزدان كنا نحمله لنضع به العيدية و نذهب ونعطيها لصاحب الألعاب بدل النقود... وفي المساء نعود إلى البيت منهكين وفرحين بالوقت الجميل الذي قضيناه في الحارة مع الإخوة والاصدقاء.‏

كذلك لو تأملنا نمط حياة الناس آنذاك لاكتشفنا مدى المساحة الزمنية المتوفرة لديهم للزيارات والمعايدات.‏

أما اليوم في حياتنا الاستهلاكية فقد تغير كل شيء فأصبحنا نلهث خلف الدقائق والثواني ولاندركها فقد استبدلت الزيارات والاتصالات برسائل الجوال... وكانت سعادة الناس بالحصول على هدايا العيد من ملبس ومأكل ومشرب وألعاب.. لكن ماذا عن أيامنا هذه...؟لا تخلو من المتعة‏

فقد نجح العقل التجاري في إقامة المراكز والمجمعات التجارية وانتقلت عملية الشراء من الأساليب التقليدية كالمناداة على البضاعة والبسطات المتواضعة وأصبحت عملية التسوق بمثابة فسحة لا تخلو من المتعة . إذ يذهب جميع أفراد الأسرة إلى أحد المجمعات التجارية وهناك يجدون محال الألبسة والأحذية و الحلويات والمأكولات التي تعرض كل ما لذ وطاب، وفي العيد يطلب الأولاد الذهاب إلى تلك المجمعات المجهز كل منها بطابق مخصص للألعاب الجميلة والمختلفة والمرتفعة الثمن فقضاء ساعة واحدة مع ولدين في هذه الأماكن يدفع الوالدان ألف ليرة تقريباً... والاولاد يطلبون المزيد فساعة واحدة برأيهم لا تكفي... ونحن نستمتع برؤيتهم وهم مسرورون بطقوس العيد التي لم تكن موجودة عندما كنا صغاراً.. وفي قرارة أنفسنا نتمنى لو نعود أطفالاً ولو للحظات قليلة...‏

عندها قالت ابنتي ماما أليس العيد في زمننا أحلى منه عندما كنت صغيرة.. قلت في نفسي لنبتعد عن إحباط أولادنا بحكاياتنا عن جمالنا وروائعنا في أعيادنا تلك الأيام ورداءة أحوالهم هذه الأيام... ولندعهم يمارسون الطريقة التي يريدون في الفرح... لهم زمنهم ووسائلهم ولنا زمننا وطرائقنا.‏

وكل شيء في وقته جميل.. وكل عام وأنتم بخير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية