تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجلس عزاء لروح الشهيد الباحث خالد الأسعد.. العطار: الأسعد صاحب الدور الكبير في كل الإنجازات التي تحققت في تدمر

دمشق
سانا - الثورة
منوعات
الأثنين 24-8-2015
في قلب متحف دمشق الوطني الجامع للآثار السورية وفي قاعته الشامية احتشد حضور رسمي وثقافي للمشاركة في مجلس العزاء الذي أقامته وزارة الثقافة لروح الشهيد عالم الآثار خالد الاسعد الذي قام تنظيم داعش الإرهابي باعدامه بقطع رأسه في ساحة المتحف الوطني بتدمر مؤخرا.

وقال وزير الثقافة عصام خليل: تم تكليفي من قبل السيد الرئيس بشار الأسد بأن أقدم تعازيه لعائلة الباحث الاثري الشهيد خالد الاسعد.‏

الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية التي شاركت في مجلس العزاء قالت في تصريح للصحفيين: نحن اليوم شديدو الحزن بسبب جريمة قتل الباحث الاثري والصديق ورفيق درب العمل خالد الاسعد الذي التصق بتدمر.. وكل ذرة في تراب هذه المدينة تعرف من هو خالد الاسعد وماذا صنع وماذا فعل وكيف عاودت أعمدة المدينة الاثرية الارتفاع وكيف عاد البهاء اليها بفضل جهوده الكبيرة والبناءة.‏

وأضافت نائب رئيس الجمهورية: بدأ خالد الاسعد عمله في ترميم مدينة تدمر في فترة لم تكن فيها مديرية الآثار تمتلك الامكانات والتقنيات اللازمة لهذا العمل الضخم فاستخدم حيوانات الجر في رفع الاحجار والاعمدة الثقيلة وإعادتها إلى ما كانت عليه حتى جاءت الآلات الرافعة والتي سهلت كثيرا أعمال الترميم الكبيرة التي شهدتها تدمر لتصبح هذه المدينة محط اهتمام الكثير من الشخصيات الدولية.‏

وأكدت الدكتورة العطار ان الإرهابيين يستهدفون الحضارة لذلك اختاروا تدمر وأرادوا أن يكرروا فيها ما فعلوه بالعراق لان تدمر تضم آثارا رائعة وجميلة وكل العالم يشهد لها بذلك مشيرة إلى أن الإرهابيين يسعون لخراب تدمر بما تضم من اوابد وبدؤوا يقتطعون أجزاء من التماثيل ويبيعونها كما بيعت بعض التماثيل النصفية في بيروت ما يؤكد أهمية الخطوات التي قامت بها مديرية الآثار في نقل القطع الاثرية من تدمر إلى أماكن امنة.‏

بدوره أكد وزير الثقافة خلال كلمة القاها في مجلس العزاء أن العاملين في وزارة الثقافة وفي مقدمتهم العاملون في الآثار والمتاحف هم اليوم اكثر تصميما على المضي قدما في النهج الذي بذل من أجله الشهيد خالد الاسعد حياته ودمه.‏

وأضاف وزير الثقافة: ان الساحة التي شهدت هذه الجريمة الوحشية ستظل شاهدا على خلود الاسعد وستكون شاهدا على وحشية الإرهاب الذي يحاول النيل من سورية ومن الحياة كلها.‏

وأوضح ان هذه الجريمة الوحشية ما كان لها ان تتم لولا الدعم الذي يحظى به الإرهاب من اطراف اقليمية وعربية ودولية متورطة في سفك الدم السوري ومع ذلك فان السوريين جميعا على موعد مع النصر القريب لنلتقي فيه في ساحة الشهيد خالد الاسعد في مدينة تدمر لنعلن النصر على عصابات الإرهاب التكفيري القادم الينا بمشروع ظلامي ضد انسانية الانسان.‏

وفي تصريح لسانا قال الدكتور مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار المتاحف:‏

مهما قدمنا من أعمال في ذكرى الراحل الاسعد فاننا لا نعطيه حقه فهو امضى نصف قرن من حياته في العمل الاثري وحتى بعد التقاعد عمل كخبير لدى مديرية الآثار مدة 15 عاما أي انه امضى 65 عاما في العمل بالآثار السورية.‏

الباحث الدكتور علي القيم رأى أن خالد الاسعد كان عالما كبيرا وعلامة بارزة في تاريخ التنقيب والعمل الاثري على مدى اكثر من 50 عاما وترك ابحاثا كثيرة وكان عمله ميدانيا في التنقيب والكشف عن آثار تدمر وسوف يبقى اسمه مرتبطا بتدمر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.‏

أما المؤرخ الدكتور محمد محفل فقال: تعرفت على الشهيد منذ اربعين عاما خلال اصطحابي لطلابي في جولات ميدانية على آثار تدمر حيث لمست فيه الانسان الخبير المطلع الدقيق في عمله المحب لمدينته معتبرا أن جريمة قتله مرفوضة بكل المقاييس ويستحق مرتكبوها اللعنة إلى الابد الذين لم تشفع عندهم أخلاقه ولا عمله ولا حتى شيخوخته.‏

السفير الايراني بدمشق محمد رضا رؤوف شيباني ادان هذا العمل البشع الذي ارتكبه الإرهابيون التكفيريون مؤكدا وقوف ايران مجددا إلى جانب الشعب السوري في كل المجالات معربا في الوقت نفسه عن أمله بتحالف كل الدول وأحرار العالم مع الشعب السوري لمواجهة الإرهاب التكفيري في المنطقة الذي يستهدف استقرارها وأمنها.‏

وروى عمر الاسعد نجل الشهيد تفاصيل اختطافه وجريمة اعدامه فقال قامت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في يوم 23 تموز الماضي باعتقال والدي من بيتنا في مساكن الطيبة شمال شرق تدمر مدعين أنهم سيوجهون اليه عدة أسئلة ثم سيفرجون عنه ورفضوا رجاءنا لهم بأن يخلوا سبيله نظرا لوضعه الصحي ولسنه الكبير وخلال فترة اعتقاله التي امتدت 25 يوما لم يسمحوا لنا برؤيته ولم نكن نعلم عن ظروف سجنه.‏

شقيق الشهيد المهندس محمود الاسعد قال: لم اتفاجأ من الحزن الوطني والدولي على جريمة قتل أخي لمكانته العلمية والعملية والدور البارز الذي قام به في كشف كنوز تدمر للعالم فكان أول من تعلم اللغة الارامية التدمرية ليترجم بمفرده النقوش والكتابات التي تملأ آثار تدمر مؤكدا ان هذا الإرهاب يسعى للقضاء على الحضارة عبر تدمير الآثار والاوابد كما يفعل في سورية والعراق لايقاف التطور والرقي خدمة للاستعمار وقوى الظلام.‏

وخلال جلسة العزاء تم عرض صور من مسيرة الشهيد الاسعد خلال عمله بترميم الآثار في تدمر ومراحل من ترميم المسرح المكشوف وطريق الاعمدة ولقائه وتكريمه من قبل شخصيات دولية.‏

حضر مجلس العزاء أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي يوسف الاحمد رئيس مكتب التنظيم والدكتور عبد الناصر شفيع رئيس مكتب الفلاحين وأركان الشوفي رئيس مكتب التربية والطلائع وعبد المعطي مشلب رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والدكتور خلف المفتاح رئيس مكتب الاعداد والثقافة والاعلام اضافة إلى وزيري الثقافة السابقين الدكتورة لبانة مشوح والدكتور محمود السيد وأعضاء الهيئة التدريسية في قسم الآثار بجامعة دمشق وعدد من الباحثين الاثريين وأصدقاء الشهيد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية