وتراها تتقن فن الزحف نحو الكيانين في محاولة لإرضائهما ولو تطلب ذلك كل ما يملكون مادياً ومعنوياً، وكأن الجرائم التي ارتكبوها مجتمعين بحق العرب والمسلمين على امتداد الوطن العربي لم تشبع نهمهم أو تشفي غلهم.
وبهدف إنجاح «إسرائيل» في اعتداءاتها تلك، ساهمت الدول المذكورة بمنح شركة آسيا غلوبال تكنولوجي التي يديرها رجل أعمال إسرائيلي- أميركي عقداً بملايين الدولارات لبناء مشاريع، ظاهرها الحفاظ على الأمن الداخلي في الخليج، فيما الحقيقة من أجل أعمال التجسس وزرع العيون الإسرائيلية في كل مكان، ليبقى حكام الكيان في يقظة دائمة ضد الناطقين بالضاد، متناسية أنها وعملاءها هم من يشكلون الخطر الأوحد والحقيقي على أمن الدول وسلامتها، وهم من تسببوا بأعمال العنف التي أتت على الأخضر واليابس ولم توفر حجراً أو بشراً، واندلعت منذ أكثر من أربع سنوات تحت مسميات مختلفة.
الشركة المذكورة ليست الوحيدة التي تعمل لحساب الحكام الصهاينة في الدول النفطية، بل واحدة من 10 شركات أمنية إسرائيلية خاصة، وأخرى تابعة لجهاز الأمن« الشاباك»، كثفت في الفترة الأخيرة عملها في دول عربية وإسلامية، كي تكون حاضرة، وقبضتها على الزناد موجهة لممارسة فنون الجريمة التي تريد.
إذاً من فلسطين التي تحتلها« إسرائيل»، وتنفذ بحق أبنائها أبشع أنواع المجازر، إلى دعم الإرهابيين الذين يرتكبون الفظائع بحق السوريين على امتداد الأراضي السورية، يمتد نشاط بني صهيون إلى دول أخرى ليكون لهم قواعدهم ومكاتبهم وشركاتهم، بهدف تسهيل المهام التي يوكلونها لأنفسهم.
بالطبع ما كان لـ «إسرائيل» أن تحقق كل هذه الغايات والأهداف لولا بعض الدول التي تعزف السيمفونية الصهيونية والأميركية، والتي وظفت للمشاريع الغربية العدائية إمكاناتها، دون أن تعرف لما تفعل كل ذلك، أو حتى تكلف نفسها عناء السؤال، وكل ما تعرفه أنها تنفذ أوامر أسيادها الغربيين الذين يوهمونها بأنهم الحماة الوحيدون والحريصون على مصالحها واستقرارها.