هذا ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موضحاً أن روسيا تصرّ على احترام القانون الدولي وضرورة الالتزام به بما فيه ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ والأهداف وعدم تغليب أي مبدأ على مبدأ آخر، مشدداً على حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها ووحدة أراضي الدول وسيادتها.
لافروف قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو يجب مكافحة الإرهاب بناء على القانون الدولي داعياً مجلس الأمن لئلا يتجاهل هذا الأمر مع ضرورة تبني هذا الموقف من قبل كل الدول التي تحترم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها وأن يتصرّف بنفس الأسلوب أعضاء التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والذي يعمل في أراضي العراق بموافقة الحكومة العراقية وفي سورية دون موافقة الحكومة السورية.
وأشار لافروف إلى أنه ناقش مع نظيره الإسباني الوضع في سورية والعراق واليمن وليبيا مبيناً أن لديهما رؤية مشتركة في ضرورة تفعيل الحوار الوطني والمصالحة والوحدة الوطنية بالتزامن مع مكافحة الإرهاب والتطرف.
وبشأن الأزمة في ليبيا أكد لافروف أن بلاده ترحب بالجهود الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإقامة الحوار بين الليبيين ودعم جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة وجهود دول المنطقة بما فيها الجزائر والمغرب والمبادرة المصرية التي يتمّ نقاشها في مجلس الأمن.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن لقاءه مع مارغايو تناول الأوضاع في أوروبا والمسائل المتعلقة بالعلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الناتو وأكدا ضرورة استعادة الثقة في هذه القارة وفي المنطقة الأورو أطلسية مشدداً على أن التصعيد العسكري لا يساهم في استعادة الثقة وسوف تضطر روسيا لاتخاذ تدابير الرد.
وبشأن الأزمة الأوكرانية أكد لافروف أن بلاده وإسبانيا لديهما رؤية مشتركة حول الأوضاع هناك والتي تتلخص في حلّ الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية عبر الحوار وضرورة تنفيذ كل بنود اتفاقية مينسك التي تمّ الاتفاق عليها الشهر الماضي، ودعا سلطات كييف إلى تنفيذ الاتفاقية والخطوات الواجبة عليها تجاه لوغانسك ودونيتسك مبيناً أن السلطات هناك تعمل على خلق توتر جديد وإحباط اتفاقية مينسك ولا سيما بعد قرارها عدم التعاون مع ممثلي جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك ورفضها تشكيل مجموعات عمل فيما يتعلق بالعملية الدستورية والقانون الإنساني وإجراء الانتخابات إضافة لعرقلتها عمل لجنة الاتصال التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
بدوره قال مارغايو إنه ناقش مع لافروف الأوضاع التي جرت مؤخراً في ليبيا وخاصة اللقاء في الرباط الذي حضره ممثلو طرابلس ومن المفيد أن تجري مثل هذه اللقاءات عندما يلتقي ممثلو الحكومتين والبرلمانين لتشكيل حكومة وحدة وطنية الذي هو شرط ضروري لتسوية الأزمة في ليبيا وحاولنا إيجاد أشكال للمّ شمل الحكومتين الليبيتين وتكاملهما لإيجاد هيئة متكاملة من هاتين الهيئتين.
وأضاف مارغايو إنه بعد ذلك ستجري المحادثات في الجزائر ومناقشات في مدريد حول مستقبل ليبيا في 13 نيسان القادم وستعقد في برشلونة اجتماعات بشأن هذه الأزمة وستلتقي هناك 18 دولة لمناقشة الأزمة في سورية وفي ليبيا معرباً عن أمله في أن يجتمع ممثلو حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة هناك.
وبشأن الأزمة الأوكرانية والعقوبات الأمريكية الغربية على روسيا بين وزير الخارجية الإسباني أن العقوبات ليست آلية لإجبار الأطراف لإيجاد حل سلمي وأنه ليس هناك داع لتوسيعها لأنها لا تصب في مصلحة أحد وألحقت الضرر بالاقتصاد الإسباني وتسببت بخسائر كبيرة، كما أكد أن حل الأزمة الأوكرانية ضمن اتفاقية مينسك سيؤدي إلى حلّ الخلافات بين روسيا والاتحاد الأوروبي وأن بلاده كعضو في الاتحاد تلعب دوراً في هذه العلاقات.