تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


واشنطن المفلسة سياسياً..!

نافذة على حدث
الاثنين 5-8-2019
عبد الحليم سعود

في خطوة أميركية يُستشف منها ضيق الأفق والإفلاس (والصبيانية) في مواجهة إيران، فرضت إدارة ترامب ما سمتها (عقوبات) بحق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وحسب المصادر التي نقلت الخبر فإن العقوبات تشمل (تجميد) أي أصول أو أموال يملكها ظريف في الولايات المتحدة.

ما من شك بأن السيد ظريف الذي اشتهر بابتسامته الدبلوماسية الذكية، قد زاد من منسوب ابتسامته حد القهقهة والسخرية حين سمع بالعقوبات الأميركية بحقه، ولا سيما أنه لم يثبت وجود أي أصول مالية له في الولايات المتحدة، باستثناء الأصول الإيرانية المجمدة منذ انتصار الثورة عام 1979 والعائدة بمجموعها للشعب الإيراني، وهي أصول مستحقة وتلزم الولايات المتحدة بإعادتها بموجب الاتفاق النووي الذي تنصل منه ترامب، الأمر الذي يؤكد تصميم إدارة ترامب على نهب أموال الشعب الإيراني بحجج وذرائع واهية كما تفعل مع دول أخرى مستقلة ترفض الخضوع، والاستمرار في نهج العقوبات العدواني ضد إيران إمعاناً في الغطرسة والفجور.‏

من المؤكد هنا أن رفض السيد ظريف تلبية دعوة ترامب لزيارة واشنطن، هو السبب المباشر لهذه الخطوة الاستفزازية، حيث اعتادت واشنطن أن تستدعي العديد من مسؤولي العالم ــ وخاصة مسؤولي الخليج ــ فيلبون صاغرين وينفذون طائعين، ولكن هذا الأمر مع إيران لا يمكن أن يمر، فثمة أصول وقنوات معينة ومعروفة للحوار والتفاوض بشأن الأزمة النووية لا تقبل إيران بتجاوزها أو تبديلها، وعلى واشنطن الالتزام بها.‏

من الواضح أن الضغوط الأميركية على إيران قد وصلت إلى طريق مسدود ولم تجدِ نفعاً في إخضاع القيادة الإيرانية المتمسكة بحقوق شعبها، وهذا ما يجعل تصرفات إدارة ترامب طائشة ومتهورة ومثيرة للضحك والسخرية في كثير من الأحيان، حيث لا أحد يمكنه التنبؤ بكمية السخف التي يمكن أن تصدر عنها في المستقبل، إذ لم يسبق لرئيس أميركي أن فاجأ العالم بكم كبير من السخافات والحماقات كما يفعل ترامب هذه الأيام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية