فحوّل شعاره الذي اتخذه في بداية رئاسته من «لنجعل أميركا عظيمة» إلى شعار «لنجعل أميركا عنصرية دموية» وهو ما تؤكده معدلات الجريمة والقتل التي ارتفعت بفعل فوضى العنصرية وفوضى السماح بشراء وامتلاك السلاح وبدون محاسبة، وهو ما استغله «البيض» ضد المهاجرين أو السود والأجانب، وتبرئة شرطي أبيض مؤخراً من قتل شاب أسود أحد هذه الأدلة بحجة ومزاعم عدم كفاية الأدلة، كما لتصريحات ترامب النارية بحق نائبات من الحزب الديمقراطي ودعوته لهن للعودة إلى بلادهن مثال آخر، يؤكد عدم احترام ترامب للأقليات أو حتى الأميركيين من أصول أخرى، عدا عما سبقها من جرائم قتل عديدة وقعت العام الماضي سواء في المدارس أو في حفلات الموسيقى.
دراسة سابقة تناولت الفترة التي أعقبت انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في تشرين الثاني عام 2016 أظهرت أن الاعتداءات التي تأخذ طابع الكراهية بالإضافة إلى حالات التحريض سجلت ارتفاعا في معظم الولايات الأميركية فيما يؤكد محللون أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض عزز الجماعات المتطرفة التي تقوم على مبدأ «تفوق العرق الأبيض» ولا تترك مواقف ترامب وتصريحاته العنصرية أي مجال للشك في مسؤوليته عن موجات العنف والكراهية التي أرخت بظلالها على المجتمع الأميركي.
ومنها مثلا جريمة الكراهية التي حصلت في ولاية تكساس وأدت إلى مقتل 20 شخصا وإصابة أكثر من 26 بمتجر وول مارت في مدينة إل باسو، بحسب ما أعلن حاكم الولاية الأميركية غريغ آبوت، بمؤتمر صحفي.
عنصرية البيض ظهرت بإفادة قائد الشرطة في مدينة إل باسو، غريغ آلن بعد أن لفت إلى أن المشتبه به الذي تم اعتقاله رجل أبيض يبلغ 21 عاماً، مضيفاً لدينا بيان من هذا الشخص يُشير إلى حد ما، إلى وجود ارتباط محتمل بجريمة كراهية، بينما نشرت وسائل إعلام محلية صورة قالت إنها للمشتبه به التقطتها الكاميرات الأمنية لدى دخوله وول مارت، حيث عُرضت مقاطع مصورة على تويتر تظهر إجلاء رواد أحد المتاجر رافعين أيديهم في الهواء.
ومنها أيضا ما حصل في ولاية أوهايو حيث قتل 10 أشخاص على الأقل وأصيب العشرات بإطلاق نار وقع صباح أمس بالقرب من حانة في مدينة دايتون بالولاية، وفق ما قالت وسائل إعلام أميركية.
كما أفادت الشرطة الأميركية في تغريدة على «تويتر» بأن 10 أشخاص بينهم منفذ إطلاق النار قتلوا فيما أصيب 16 آخرون على الأقل في إطلاق نار بالمدينة، لكن السلطات لم تكشف عن ملابسات إطلاق النار، ولكنها قالت إنه وقع في منطقة أوريغون التي تشتهر بالملاهي الليلية والحانات ومعارض الفنون والمتاجر.
وسط فوضى الكراهية والجرائم هذه وانفلاتها حمل مراقبون ترامب مسؤولية ما تشهده أميركا حاليا من زرع بذور الحقد والانقسامات بين الأميركيين لتحقيق مصالحه ومصالح الشركات الكبرى التي تقف وراءه، وقلب شعاره الذي ردده «لنجعل أميركا عظيمة» مرة أخرى، ليصبح «لنجعل أميركا كما يريد ترامب».
ومن صراعه مع العرق غير الأبيض والمهاجرين والأجانب إلى صراعه مع نواب الكونغرس المستائين من سياساته وتصريحاته وهو الذي يدفعهم كل يوم لتعزيز فكرة البدء باتخاذ إجراءات لعزله، ما أظهره استطلاع رأي بيّن أن أغلبية الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب الأميركي «الكونغرس» يعلنون تأييدهم لإجراء تحقيق لعزل ترامب.
ووفقا لاستطلاع وكالة أنباء أسوشيتد برس، أول أمس فإن 118 عضوا من إجمالي أعضاء المجلس البالغ عددهم 235، أعلنوا تأييدهم لبدء التحقيق الذي يفضي إلى إجراء تصويت بالمجلس على عزل ترامب، بسبب النسبة المتزايدة التي ترجح تنامي الإحباط من سياسات ترامب.