وما موافقة دمشق على وقف اطلاق النار في الشمال السوري الا اثبات جديد للعالم على جدية سورية بإيجاد حل سياسي لوقف الحرب الارهابية الشرسة المشهرة عليها فضلاً عن تسليط الضوء كذلك على خبث نيات الاميركي والتركي الذين يخفون تحت الاتفاق نيات استعمارية صعبة المنال، هذا في الوقت الذي يستمر فيه الجيش العربي السوري بكشف المزيد من الاسلحة الاميركية في الجنوب السوري والتي تؤكد مراوغة واشنطن هي وحليفها التركي الذي تقف بوجه مشروعه الواهم بشأن المنطقة الآمنة المزعومة.
في التفاصيل وبعد التزام الدولة السورية بهدنة وقف اطلاق النار في ادلب، لا تزال التنظيمات الارهابية تخرق الاتفاق وتطلق الصواريخ والقذائف على بعض المناطق السورية، وفي دليل جديد على تلكؤ واحتيال الجانب التركي بفرض بنود الاتفاق على مرتزقته الارهابيين، ما جاء على لسان متزعم ما يسمى «هيئة تحرير الشام» او النصرة الارهابية سابقا الارهابي أبو محمد الجولاني، الذي زعم بأن احتمال عودة التصعيد قوي وأن فصيله الارهابي لن ينسحب مما تسمى المنطقة المنزوعة السلاح في شمال غرب سورية، وهو بند الشرط الذي وضعته دمشق لسريان واستمرار الهدنة في تلك المنطقة.
كما تنصل الارهابي الجولاني من تعهداته المزعومة لاصدقائه الخارجيين بعد ان رفض التموضع، زاعماً رفضه دخول قوات مراقبة روسية إلى ما تسمى «المنطقة العازلة» كما ينص الاتفاق.
تصريحات الجولاني هذه تؤكد ان تركيا لم تفرض شروطها على «النصرة» وتأتي في وقت أكد فيه مراقبون ان تنصل الجماعات الارهابية من الاتفاق بدأ يتكشف علانية والدليل على ذلك حسب المراقبين سقوط قذيفتين صاروخيتين على محيط حي شارع النيل في مدينة حلب، أدتا إلى إصابة عدد من المدنيين هناك، كما خرق الارهابيون الاتفاق منذ ساعاته الاولى بقصف صاروخي طال قرية بالقرب من مدينة القرداحة بريف اللاذقية.
ورأى المراقبون ان هذا الامر ربما يضع اتفاق وقف اطلاق النار في ادلب في مهب الريح، ويفتح على المدينة ابواب الاحتمالات كافة، قد لا تكون عودة العمليات العسكرية المحدودة سقفها الاعلى.
وعن وهم اردوغان بتمرير مشروعه الاستعماري الذي اطلقه مؤخراً بشأن «المنطقة الآمنة» المزعومة قالت مصادر مقربة من العشائر السورية إن العشائر في محافظة الحسكة ترفض مشروع «المنطقة الآمنة» الذي يسعى لتحقيقه النظام التركي، كما ترفض أي اتفاق مهما كان نوعه أو أهدافه، لا توافق عليه الدولة السورية.
وكانت قد برزت خلال الأيام الأخيرة تصريحات عديدة أطلقها متزعمو ميليشيا «قسد» الموالون لواشنطن ، وزعموا من خلالها موافقتهم على قيام تركيا باحتلال شريط يمتد بعرض 5 كم على طول الحدود السورية التركية.
واكدت المصادر بان العشائر السورية في الحسكة والقامشلي ليست بحاجة لما تسمى «منطقة آمنة» ولا لغيرها من المشاريع التركية أو الغربية المشبوهة في مناطقها لأنها ليست ادلب ثانية، ولأن السيادة السورية والوجود العسكري والإداري والسياسي للدولة السورية لا يزال قائما في المنطقة، مشيرة الى ان نظام اردوغان المأزوم يتخذ من ميليشيا «قسد» المدعومة من واشنطن حجة لاحتلال مناطق سورية جديدة، لافتة الى انها ستواجه أي عدوان أجنبي قادم على المنطقة وسيكون ذلك خلف الجيش العربي السوري فقط.
وشددت المصادر على ضرورة توجه ميليشيا «قسد» نحو دمشق لحل مطالبها السياسية والاجتماعية، وأن تفك ارتباطها بالولايات المتحدة الأميركية فوراً، التي تخطط لبيع «قسد» لتركيا بثمن بخس.
حقائق عجز اعداء سورية عن تمرير مخططاتهم الاستعمارية في الشمال السوري جاءت في وقت افادت فيه مصادر عسكرية سورية بأن الجهات المختصة عثرت أمس على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بينها صواريخ «تاو» أميركية الصنع وطائرات مسيرة من مخلفات الإرهابيين في المنطقة الجنوبية من سورية.