تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إرهــاب أممــي

حدث وتعليق
الأربعاء 8-6-2016
ناصر منذر

تتوالى كل يوم المزيد من الأدلة والمعطيات الجديدة التي تؤكد أن المنظمة الدولية قد تخلت عن دورها في حماية الأمن والسلم الدوليين، وباتت أداة في يد الدول النافذة والمتآمرة،

والداعمة للإرهاب، وتأتمر بأمرها، بمقدار ما تغدق عليها من رشاوى مالية وسياسية، ودن أي اكتراث لحياة الشعوب الآمنة التي تتعرض للقتل والإرهاب نتيجة السياسات الخاطئة للمنظمة الأممية والتي تشجع ممولي الإرهاب على التماهي في جرائمهم.‏

التراجع السريع للأمم المتحدة عن قرار إدراج «التحالف» السعودي في اليمن على لائحتها السوداء لقتل الأطفال، يشير إلى أن المنظمة الدولية أصبحت مجرد واجهة سياسية ناطقة باسم دول وحكومات ترعى الإرهاب أمثال النظام السعودي، وتستخدمه كأدوات ضاغطة ضد دول تحارب تلك الآفة الخطيرة، من أجل تحقيق مكاسب سياسية، أو لتسجيل حضور دولي أو إقليمي على الساحة العالمية، كتعويض عن نقص افتقارها لمقومات الحضور الحضاري أو الإنساني أو الثقافي أو الأخلاقي أو غير ذلك.‏

المنظمة الأممية لا تحتاج الكثير من الأدلة لتثبت انحيازها السافر لصالح الدول الداعمة للإرهاب، فتعاطيها اليومي مع الأزمة في سورية، وما يتعرض له شعبها من إرهاب عابر للقارات، وحصار اقتصادي جائر، تحت أعين تلك المنظمة، وبمشاركة العديد من أعضائها، كفيل أن يضعها في أعلى القائمة السوداء للإنسانية والبشرية جمعاء.‏

فالأمم المتحدة تقدم الكثير من التقارير عن وجود عشرات آلاف الإرهابيين في سورية، ومن جنسيات أكثر من مئة دولة، وبيانات مجلس الأمن، وقرارات الجمعية العامة، وحتى تقارير مجلس حقوق الإنسان تعترف بأن التنظيمات الإرهابية هي سبب معاناة الشعب السوري، ولكنها تتجاهل دوما الدول الداعمة لأولئك الإرهابيين، أوالطرق التي تتبعها لإيصال هذا العدد الكبير من الإرهابيين ، وتتجاهل أيضا عن قصد وعمد الدول التي مولت وأنشأت مراكز التدريب وسهلت عمليات التسلل إلى الأراضي السورية ، ما يدل على النفاق والمراوغة وازدواجية المعايير في التعاطي مع مسألة الإرهاب ومحاربته.‏

تراجع المنظمة الأممية عن قرارها إدراج «التحالف» السعودي في القائمة السوداء لا ينفي صفة الإرهاب عن نظام آل سعود الذي يعمل في خدمة أعداء الأمة، ويستبيح بآلته الإجرامية شعب اليمن، ويوظف الإرهاب لارتكاب المجازر بحق الشعوب العربية في سورية والعراق ولبنان وفلسطين، كما أنه لا يزيل صفة التبعية عن المنظمة الأممية التي ستبقى أداة لقهر الشعوب، ما دامت رهينة بيد دول وحكومات تستثمر في الإرهاب وتقتات على دماء الشعوب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية