تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... مع أضواء سورية الكاشفة .. لا مكان أو قيمة لمشاريع الاستهداف بالمنطقة

الصفحة الأولى
الأربعاء 8-6-2016
كتب علي نصر الله

يتردد أن التحضيرات جارية لعقد قمة عالمية لمحاربة الإرهاب في القريب العاجل لكن من دون أي تسريبات تتعلق بالأفكار والأدوات والوسائل،

أو بالمساحات والهوامش التي سيتم التحرك فيها لمكافحة الإرهاب الذي لا يخفى على أحد في العالم منبته ورعاته، وبالتالي إذا كان مما لا يخفى على أحد أن كل الحيثيات المتصلة بالإرهاب والتطرف باتت مكشوفة معروفة، فهل يتم التوجه للقضاء على الإرهاب في وكره الأساسي، أم تكتفي أميركا وأطراف أخرى بالتظاهر بمحاربته لاستكمال المشروع الذي يجري العمل عليه؟‏

ما من مؤشرات تدل على أن المزاج الأميركي الرسمي جاهز لعقد مثل هذه القمة العالمية أو التفاعل معها رغم أن ثلثي الشعب الأميركي يؤيدون اليوم وقف دعم بلادهم للسعودية ما لم تثبت الأخيرة أنها لا تمول الإرهاب، وما من مؤشرات تدل على رغبة الغرب بالتعاون في قصة وضع حدود للإرهاب وانتشاره رغم أن إعلامه يصرخ ونخبه تنفخ من خشية الارتدادات على الغرب الذي يسهم بسياساته ومحاباته لإسرائيل والسعودية بصناعة الإرهاب وتمكينه وانتشاره.‏

كل المؤشرات تؤكد أن الولايات المتحدة ماضية في مخططاتها مع تركيا والخليج وإسرائيل، وطالما أن واشنطن تجد في إتمام صفقات سلاح وذخائر وبتسليم آلاف الأطنان منها لمسلحين ومتطرفين وإرهابيين أمراً روتينياً خاضعاً للخطأ كما قد يقع خطأ بتسليم شحنة غذاء أو دواء أو ماء، فإنها ستبقى عنوان النفاق والكذب في العالم ولمئة عام قادمة، وقد يكون إصدار وزارة الخارجية الأميركية تقريرها السنوي بالطريقة ذاتها وبالاستعلاء والعدائية نفسها وبالتكرار والاجترار المعهود فيها، فإن شيئاً لن يتغير في أميركا والعالم.‏

للتخدير فقط ربما ستكون القمة التي يجري الحديث عنها، فآفة الإرهاب التكفيري والعنصري لم تفقد حتى الآن أي عنصر من مقومات البقاء والنمو التي تتوافر لها في السعودية وإسرائيل، والتي توفر أميركا والغرب لها فضلاً عن المنشأ الأساسي كل عناصر الدعم في فضاءات عالمية واسعة داخل أوروبا وخارجها لضمان وضع اليد على إمكانية تفجير بؤر جديدة في الوقت الذي يجده المستثمر الأميركي مناسباً.‏

للتخدير كان مسعى القمة أم للالتفاف على الذين يحاربون الإرهاب فعلياً في المنطقة وعلى تخومها نيابة عن العالم كله، لن يغير شيئاً في مجرى الأحداث التي ستنتهي إلى هزيمة الإرهاب ومن يقف خلفه ووراءه فكراً ودعماً مالياً وسياسياً وعسكرياً واستخباراتياً، ففي سورية لا مكان للإقامة والتخفي، وأضواء سورية الكاشفة كما أجهضت الإقامة أو المرور بعد التخفي لمشاريع استعمارية قديمة تتجدد، ستجهض كل مشروع سلجوقي وهابي أو صهيوني غربي، ولن تدع مع الحلفاء والأصدقاء مكاناً أو قيمة لمشاريع منظومة العدوان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية