|
|
ألوان الإبداع بين التشكيل والتصوير ثقافة
فسيفساء تشكيلية
الامتاع البصري واللوني والحركي والفكري هو ما ميز اعمال الفنانين المشاركين في المعرض التشكيلي وهم اكثم عبد الحميد, وزهير خير بك , وعبد الحكيم الحسيني, وعلي مقوص, ومنى محمود, وباول صابور, وعمار الشوا, ورامي صابور,, وغسان جديد. بالاضافة الى مشاركة خريجي قسم النحت في معهد الفنون التطبيقية بدمشق بواحد وعشرين عملا نحتيا حيث ساهمت الاعمال المشاركة في صنع فسيفساء تشكيلية قام كل فنان بتقنيته الخاصة على خلقها من خلال انجاز اعمال فنية تحاكي الهم الانساني والاجتماعي والتراثي وجمال الطبيعة.
وفي هذه الفسيفساء تستوقفنا ثلاث تقنيات استخدمها الفنانون لصوغ اعمالهم .
" align="center"> ونبدأ بتقنية النحت على مادتي الخشب والحجر فقد قدم الفنان اكثم عبد الحميد تشكيلا نحتيا وحيدا من الرخام والفنان زهير خير بك طوع مادة الخشب لينجز اعمالا تتمتع بحرفية عالية وجمالية فنية مبهرة وضمن اعماله آراءه الفلسفية المتقاطعة مع مواضيع شتى وقام باسقاط الاسطورة على الجديد في حياتنا فضلا الى الاعمال النحتية على الخشب والحجر لخريجي قسم النحت في معهد الفنون, والتي تناولت مواضيع المرأة والتراث والتشكيل الكتلي معتمدة مدارس منها الكلاسيكي والتعبيري والتجريدي.. وغيرها والتقنية الثانية تفرد بها الفنان الشاب باول صابور والذي تندرج اعماله تحت اسم (فن ما بعد حداثة) وعن عمله قال: اقوم بمزاوجة المواد الطبيعية من خشب وجلد وقماش وما شابه ذلك مع مواد تركيبية صنعية كالخزف والحديد والقصدير في جسد واحد من اجل اخراج لوحات تشمل موضوعات اجتماعية وفلسفية مستخدما تارة التجديد واخرى الغرافيك او البورتريه. وغيرها حيث يوجد تطور تقني في لوحاتي واعتمد الحركة والتكوين في صنعها . والتقنية الثالثة تمثلت بالتشكيل اللوني وتعدد مدارسه بين التجريدي والانطباعي والسوريالي والتعبيري.. وغيرها في لوحات كل من غسان جديد ورامي صابور وعبد الحكيم الحسيني ومنى محمود وعلي مقصوص وعمار الشوا. وفي وقفة مع الفنان الدكتور عبد الحكيم الحسيني والذي حدثنا عن مشاركته المتمثلة بعملين عن الطبيعة الخلابة لساحلنا وآخرين تجريديين قائلا : تمثل لوحاتي صنفين من النشاط الفني فالاول اعمال من الطبيعة مرسومة في الهواء الطلق وبشكل مباشر وهي انطباعية وسريعة وتحتوي الجهد المباشر الحساس المنتمي الى نوعية خاصة من العمل الذي يتجاوز الحالة التسجيلية بطريقة طرح الالوان وهي استقصاءات لونية مباشرة من الطبيعة الفنية في الساحل السوري. تصوير ضوئي.. كان للصورة الفنية المأخوذة بتقنية عالية وتنوع موضوعاتها حضورها المشرق المتألق في معرض التصوير الضوئي الذي شارك فيه كل من الفنانين بهجت اسكندر وعبد الحميد هلال, عمار تبريزي, ففي اعمال فناننا السوري بهجت اسكندر والمقيم في المجر. سواء الملونة منها او باللونين الاسود والابيض نجد ذلك الابهار التقني والجمالي لموضوعات اجتماعية وصور بورتريه لوجوه انسانية معذبة حيث قام الفنان بالتركيز على الانسان في محيطه الاجتماعي والبيئي وكذلك لم تغب الطبيعة ببحرها وسهولها وجبالها وصحرائها. ومن الهام ذكره ان الفنان اسكندر عاشق تصوير ويزاول هذه الهواية منذ عام 1968 وحصد اكثر من مئة جائزة وتقدير في المجر, واقام اكثر من 250 معرضا خاصا, وشارك في العديد من المعارض الفنية الوطنية والعالمية. وننتقل الى لوحات الفنان عبد الحميد هلال والتي تنوعت بين عفوية المشهد الحياتي في ريفنا وبساطته , والى الغروب المتوهج بألوانه الساحرة, وصولا الى الطبيعة بزهورها وثلجها, وقطرات الندى على اوراق شجرها, وحجارتها التي تأخذ تشكيلا ربانيا يستوقفك لتتأمله بينما الفنان عمار تبريزي فقد اتخذ لنفسه منحى تجريديا في لوحاته واطلق عليها عناوين نذكر منها : باليه وصرخة ألم وتاريخ مشوش وأمل .. وعن مشاركته قال: آخذ الصورة بتقنية فنية عالية ومن ثم اعمل على اسقاط الروح على لوحاتي, بمعنى اخر اقوم بمحاكاة بين الشيء الجامد والروح .فلا يكفي ان تكون الصورة جميلة من ناحية الشكل بل اعمل على ان اطرح قضية او مشكلة تتعلق بحياتنا واقدم لها حلولا من خلال عملي الفني . كاريكاتير... انحصرت المشاركة في معرض الكاريكاتير بأعمال الفنان عصام حسن وقد استطاعت اعماله عبر انسيابية ريشته ايصال مضامين افكاره الى المتلقي بسلاسة وعذوبة,وعن مشاركته قال الفنان حسن : تعتبر مشاركتي بسيطة حيث قمت بانتقاء مجموعة من اللوحات تعددت مواضيعها ما بين الثقافي والسياسي والاجتماعي وما يهمني عندما اقدم للمتلقي شيئا هو ان يكون العمل لائقا فكريا وبصريا فطبيعة شغلي تتطلب مني العمل على المستوى الفني الجيد والفكرة التي هي محور العمل الذي انا بصدد انجازه. ومعظم مواضيعي التي اشتغل عليها تشمل الهم الانساني الذي هو بالمحصلة واحد على المستوى العالمي طبعا مع وجود استثناءات تخضع لخصوصية وظروف هذا البلد او ذاك على كافة الصعد.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
وكان الفضاء رحبا حيث اتسع ليضم نتاجات فنانين لهم تجربتهم الفنية الناضجة, واخرين يشقون طريقهم في مسيرة الفن بغية صياغة هويتهم الخاصة بهم .