هو واحلامه ويأسه كل منهم يتغذى على لحم الاخر وفي النهاية لن يخرج اي منتصراً وكلاهما ذاهب الى الخسران والعار وحده هو المنتصر الاخير هو المعمدان الصارخ في بلاد العرب اوطاني جبانة الاحلام .. بهذا الكلام قدم الشاعر نزيه ابو عفش الاستاذ نجاح واكيم الذي لبى دعوة المركز الثقافي في مرمريتا مساء امس ليلقي محاضرة بعنوان:( الهجمة الاميركية على الشرق الاوسط) وفي بداية الحديث اشار الاستاذ واكيم الى انه يريد حوارا حول مجموعة افكار او اسئلة ترد في ذهن كل منا حين يتابع شاشة التلفزيون ويقرأ شريط الاخبار في اسفلها اخبار عن القتلى, التظاهرات , العنف والاحداث الكثيرة هذا بالاضافة الى اسئلة تتعلق بما جرى ويجري في لبنان .وان قيل غداً بانني اتزلف لسورية ولشعبها ولكل حبة تراب فيها فأقول انا احب سورية وانتمي اليها لذا ساوفر على البعض اراقة بعض الحبر الاسود او لمن يدفعون ثمن هذا الحبر .لم يكن ماجرى في لبنان من تظاهرات في الشوارع واعتصامات نكرانا لجميل سورية لكن اللبنانيين في ازمتهم ناقمون على واقعهم دون معرفتهم بالاسباب او ان البعض لا يريد الاعتراف بها.
لقد استطاعت الولايات المتحدة وبعض القوى الاخرى ومن خلال اعلام بغي (ديمقراطي) ان يركّبوا على نقمة الشعب اللبناني هدفا خاطئا لقد وضع الاعلام المغرض سورية هدفا امامهم فساروا.
واضاف ان اللبنانيين ليسوا ديمقراطيين كما يظن اذ لا يمكن للتعصب والديمقراطية ان يتعايشا - في لبنان صراع حقائق مغلقة وهو صراع دموي وماجرى في لبنان لم يدفعه نحو السيادة بل نحو الدم.
ان ما شهده لبنان من احداث هو انعكاس لما يجري المنطقة واذا اردنا معرفة مايجري فلنعد الى التاريخ.
ويتابع الاستاذ واكيم : ان ثمة نظاماً دولياً جديداً كان ينشأ بعد كل حرب عالمية وفي كل مرحلة هناك انظمة اقليمية رديفة وما نعيشه اليوم اخطر من كل ما شهدته المنطقة ان الامة العربية لا تملك اليوم مشروعا لا على المستوى الرسمي - بل الاخطر - ولا على مستوى القوى الشعبية السياسية ثم هناك ازمة النخب في البلاد فمعظمها رخوية ولا انتماء لها ولا قضية.
منذ اليوم الاول وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي بدأت حرب عالمية من اجل الوصول الى نظام دولي لم يتشكل بعد وهذا ماقالته امريكا اذ سيتم تشكله عام 2015 وهي الان تخوض حربا للسيطرة على مفاصل وركائز هذا النظام الدولي الجديد.
ترى اميركا ان ثمة دولاً مرشحة لتكون دولا قطبية او كبرى وهي اوروبا الموحدة - اليابان - روسيا والصين فلماذا اختارت اميركا الاسلام عدوا لها ونحن نعلم ان معظم المنظمات الارهابية ترعرعت في كنفها وكنف اجهزتها.
اميركا تريد ان تكون وسط هذه الدول حيث يقع كل احتياطي النفط في العالم لتعيد رسم جغرافية المنطقة وتحكم السيطرة عليها.
وتنشد اميركا اعادة رسم خارطة الجغرافية السياسية للوطن العربي . إن كل بلدان العرب لا تستند في شرعيتها الى ارادة شعوبها او الى حقائق التاريخ بل الى شرعية نظام دولي انتهى. اذاً هي غير قابلة للاستمرار وليس امام الوطن العربي الا قيام مشروع تحرر قومي باتجاه الوحدة العربية او التفتت في دويلات وكيانات اثنية وطائفية وهذا بالضبط ماتريده اميركا واسرائيل.