مروراً بحمص، القصير، رياق، سرغايا،بعلبك، دمشق فدرعا. حيث أقيم له النصب التذكاري، في ساحة المرجة، سنة 1908؟ وإذا كان ذلك كذلك. فكيف كانوا يحضرون موسم الحصاد في الدرباسية- محافظة الحسكة. كما شهدتهم، في سنة 1961-1962؟
إن أول ذكر للحصاد، قرأناه في «من ألواح سومر» الطينية مشوية. عثر عليها كاملة. أو كسراً، ناقصة هنا وهناك. في التنقيبات التي بدأتها بعض الجامعات الأميركية، بانسلافيا، مثلاً. واتخذ لها اسم المركز الشرقي، في اسطمبول. وأخذت كتاباته بالظهور ترجمة. ابتداء بسنة 1960، متيسرة مرة. ومتعسرة مرات، لعدم الإقبال على مثل تلك المترجمات الأميركية. لا تروج في الأسواق. فتقي عائداتها بتكاليفها.
ولا الجامعات المولجة بهذا الأمر، كانت تجد من المساعدات، ما يكفل لها الانكباب، على الكشف. والترجمات، وإصدار تلك المترجمات. في كتب لا يهتم بها غير المختصين، وغير أمريكا المهتمة حديثاً، بالاستيلاء على العالم الحديث، بالاطلاع على قديمه، وتقنية ذلك الاطلاع العلمي، على ما صار يقال!
وكيفما كان ذلك الاطلاع. وكيفما كانت تلك الأقوال. فإن علينا، كأهل أول منطقة، عرفت الفلاحة والحصاد. وشهد أهلها الزرع.
يركض يركض، ويركض بالهواء الغربي.من حافة المتوسط الشرقية.
الزرع المستحصد. يركض شرقاً.يركض ويركض. ولكنه لا يتزحزح من أرضه إلا بحواصيد الديرة الغربية يلحقونه فتدركه مناجل حصادهم في مثل«شويكي حاصود العلا/وأنا وراه غمّاره... » إذ تزحزح ذلك الزرع من مكانه، بمناحل الحواصيد. حيث أدركته،من الديرة الشرقية.
في علا حمص وحماة. إلى ما ظهر من ديرة حلب شمالاً، وشمالاً إلى حيث أدركناه- تلك المرة، بحواصيد من درعا. بين محطة الترين، وبين منازل الدرباسية- محافظة الحسكة، في الجزيرة السورية!
وعليه إذن، فالحصاد الذي أول ما سمعنا به، وأول ما عرف في سومر العراق. قد نزل مغرباً،بين شمال وجنوب، في وادي الرافدين إلى إيبلا. ومنها نفذ شمالاً وغرباً، إلى ساحل أوغاريت، عبر وادي الغاب. كما، بالضرورة، أن يكون الحصاد، قد تفسح من إيبلا،في علا حماة وعلا حمص، إلى تدمر جنوباً. في عرض وطول تلك الديرة الشرقية.
أما ماذا أخذ وجدلب، حواصيد من درعا، إلى الدرباسية، أقصى شمال الجزيرة السورية، من هذه الناحية، قبل تسيير الترين، بين الدرباسية ودرعا.فلا أوجب من القول. أن موسم الحصاد المنتظر من السنة إلى السنة. كان يستجلب إليه الحواصيد. وإن بعد مكانهم، بوسائل زمانهم الممكنة! وليس لنا اليوم إلا اثبات بدء الحصاد بسومر العراق، وأنه نزل من الشرق إلى الغرب، على ضفتي المتوسط. حيث نجد دليلاً عليه، في قول آبائنا، أول ما أخذوا، من قبل بدايات القرن العشرين يهاجرون، إلى أمريكا الجنوبية. وخاصة إلى الأرخنتين. حيث سمعنا منهم، مشاهدة الإسبنيول. إضافة إلى ما كان منهم، مقيمين في الأرخنتين للزرع والحصاد. الإسبنيول كانوا يذهبون لموسم الحصاد خاصة...(سيلي)