|
|
معرض... حقائق وأحلام ثقافة
حيث عرضت ما يزيد عن الأربعين لوحة فنية منفذة بتقنية الألوان المائية والباستيل والحبر، باحثة عن صياغات فنية جديدة لإثبات وجودها، تضفي على بعض أعمالها مفردات القراءة العميقة مع الحفاظ على طابعها التعبيري، وفي بعضها الآخر محملة بألوان القهر والعذاب وصفعات المحتل وعملائه المنتشرين في كل زاوية بالوطن الجريح، يبدو للمشاهد من خلال هذه الأعمال أن الشعب برمته سجناء وفي حالة أسر لكن بأسلوب مختلف، بالتالي آثار التعذيب والمعاناة واضحة وجلية، فالفنانة استطاعت عبر إيقاعات الخط واللون إيصال أدق المشاعر والأحاسيس والأنات إلى حنايا روح المتلقي، محاولة لملمة أوجاع سني الغربة وانتزاعها من عروقها عبر نزيف الروح على المساحة البيضاء وصياغتها بلغة ترضي ذوق المشاهد وتحاكيه. ثمة تعدد بالمواضيع بدءاً بالنكبات التي حلت بالعراق وانتهاء بالمشاهد الدامية وما يرافقها من مشاعر الألم والحزن، هذا كله انعكس على الخط واللون في مجمل الأعمال، أما لوحة بغداد بماضيها وحاضرها ومستقبلها، كأنها في دوامة، ومتى تنتهي هذه الدوامة لا نعلم، قدمتها بألوان زاهية في الماضي والفرح نسبي بعض الشيء أما في الحاضر جسدتها بألوان متوهجة صارخة تعبيراً عن النار المستعرة في كل جزء من جسد بغداد واستخدمت الألوان القاتمة والمظلمة في تشكيل المستقبل القريب، مساحات الأمل موجودة رغم قتامة المشهد. قسم كبير من اللوحات رمزية ترمز إلى المرأة بالنخيل العراقي وإلى المرأة بالوطن فالمرأة في أعمالها تجسد الصبر والقوة لأن العبء الأكبر يقع على عاتقها والسبب هو اغتيال الرجال وقتلهم، لذلك تضاعفت مسؤوليتها حيال كل شيء والأهم من هذا كله هو تأمين لقمة عيشها وعيش أبنائها، وإذا قتل أحد أفراد أسرتها أو أقاربها فهي التي تذهب لتتعرف على الجثة وتستلمها، فالظروف التي مرت على المرأة العراقية لومرت على جبال ما تحملتها، الأب والأخ والزوج يقتل أمامها ولا حول ولا قوة . الأعمال محملة بمشاعر إنسانية نبيلة يرافقها الألم والحسرة والمشاهد يترقب حالة الانتظار عند كل من الطفل والمرأة والنخيل يسمع أنينهم وسؤالهم الدائم إلى متى ؟ كفى.
|
|||||||||||||||||||||||||||
