|
كواليس المبدعين... عبد الله يوركي حلاق.. عميد «الضاد» ثقافة وتلقى دراسته في مدارس حلب ومعاهدها، وعرف عنه منذ بدايات .شبابه حبه المفرط للغة العربية وآدابها وعلومها، ونال دبلوماً في الصحافة من أحد المعاهد المصرية الخاصة، ثم امتهن بعد ذلك التدريس في مدارس حلب، ولكنه أيقن بعد سنوات أن أجواء التدريس ستبعده عن عالم الأدب والشعر الذي استحوذ على ضفاف مشاعره ووجدانه، فهجر التعليم وتعاون مع صديقه الأديب يوسف عبد الله شلحت على إصدار مجلة شهرية أطلقا عليها اسم مجلة «الضاد» وكان ذلك في عام 1931، ولا تزال هذه المجلة التي تهتم بالآداب والعلوم والفنون والاجتماعيات، تصدر بانتظام حتى هذا اليوم، أي أن عمرها زاد على 70 عاماً شأنها شأن مجلة الثقافة الشهرية لمؤسسها الأديب مدحة عكاش، ومجلة الآداب لمؤسسها د. سهيل ادريس. وفي هذا الشأن فإن الأديب، رياض عبد الله حلاق نجل المؤسس يتابع رسالة والده الصحفية والأدبية بنشاط يستحق عليه الثناء. وللراحل عبد الله الذي رحل عن عالمنا عام 1996،أربعة دواوين منشورة هي: « خيوط الغمام» و «حصاد الذكريات» و« عصير الحرمان» و «أسديات» . فضلاً عن دراسات أدبية ونقدية تعتبر من أروع كتب السير والانطباعات الشخصية الذوقية، جمعها في كتابين هما : «عشت مع هؤلاء الأعلام» و« من أعلام العرب في القومية والأدب». فضلاً عن مخطوطات لم تر النور بعد.... ويتميز شعره بالرقة في المعاني وبالجزالة الأسلوبية، وباجتناب الألفاظ المهجورة أو الدارجة ، فضلاً عن شعر أملته عليه المناسبات المختلفة من وطنية واجتماعية وخيرية، وشعراً يندرج في باب الاخوانيات وفي أفراد أسرته، على حد تعبير الأديب الكبير وديع فلسطين صاحب كتاب «أعلام العصر». وفي عام 1985 منح وسام الاستحقاق السوري من الطبقة الأولى، حيث قلدته الوسام، يومذاك، وزيرة الثقافة الدكتورة نجاح العطار في احتفال رسمي في رحاب جامعة حلب، بحضور عمداء الكليات وأساتذة الجامعات والأدباء والشعراء. وبنشوة الفرح جادت قريحته بقصيدة مؤثرة، بعد أن زين الوسام صدر عميد « الضاد» ، نقتطف منها هذه الأبيات: شدي على وتر الرباب وغردي اليوم ياشهباء يبدأ مولدي اليوم ألبسني الربيع قميصه وسخا فجاد علي بالورد الندي شكراً نجاح فأنت بلبل يعرب يابانة النثر البليغ تأودي كانت أمنيته الغالية أن يتوج مسيرته الأدبية المظفرة، باختياره عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية بدمشق، بعدما اختير عضواً في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للآداب في دمشق، ولكنها أمنية ظلت حبيسة صدره .
|