جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الأسد صباح أمس عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية حيث استمع سيادته من موسى لتصوراته عن إصلاح الجامعة العربية.
وجرى بحث أهمية حشد الجهود لإنجاح مشروع القرار العربي الخاص بالقدرات النووية الإسرائيلية والذي سيعرض على الدورة الـ 54 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول القادم.
وأكد الرئيس الأسد وموسى ضرورة وقوف العرب جميعاً وراء هذا القرار ودعمه كما هو ووفق الصيغة التي تم التوافق عليها عربياً.
وتناول اللقاء أيضاً مبادرة سياسة الجوار العربي التي اقترحت خلال القمة العربية الاخيرة في سرت حيث أكد الرئيس الأسد تأييده لهذه المبادرة من حيث المبدأ وشدد على أهمية وضع إطار مؤسسي وإيجاد آليات عمل لإنجاح المبادرة وتنفيذها بالشكل الأمثل وبما يخدم مصالح جميع الأطراف وذلك حالما يتم إقرارها في القمة العربية.
وعبر موسى عن تقديره الكبير للسياسة السورية والنجاحات التي تحققها وطنياً وعربياً وإقليمياً ودولياً والتي جسدتها مؤخراً الزيارة الهامة التي قام بها الرئيس الأسد إلى أميركا الجنوبية وشملت فنزويلا وكوبا والبرازيل والارجنتين وخاصة ان الزيارات العربية الى تلك القارة قليلة جدا على الرغم من وجود جاليات عربية مؤثرة.
وفي هذا الاطار أكد الرئيس الأسد أن جولته هذه أتت انطلاقا من الرؤية السورية بضرورة تكثيف الجهود من اجل تعزيز العلاقات العربية مع تلك المنطقة التي تقف مع حقوقنا وقضايانا وتدعمها في المحافل الدولية.
كما تناول اللقاء الضغوط التي تتعرض لها تركيا نتيجة المواقف المشرفة التي اتخذتها لنصرة الشعب الفلسطيني في وجه ما يتعرض له من قبل الاحتلال الإسرائيلي حيث تم تأكيد ضرورة الوقوف مع الحكومة والشعب التركي لمواجهة هذه الضغوط.
حضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية.
وفي الإطار ذاته التقى الوزير المعلم الأمين العام لجامعة الدول العربية بحضور المقداد ومديرة ادارة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية.
موسى في المؤتمر الصحفي:
اللقاء مع الرئيس الأسد كان مهماً
وفي مؤتمر صحفي عقده في وزارة الخارجية وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية لقاءه مع الرئيس الأسد بأنه كان مهماً وتناول العديد من القضايا المتعلقة بالمنطقة والأمة العربية وعملية السلام والقمة العربية الاستثنائية والمصالحة الفلسطينية وهيكلة الجامعة العربية مؤكداً أن زيارته لدمشق عززت الاطمئنان لحسن الإعداد للخطوات العربية القادمة.
وعن الإجراءات العربية المطلوبة من أجل إنهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة دعا موسى إلى ضرورة استمرار الموقف العربي والعمل لرفع الحصار وعدم القبول بتخفيفه أو تجميله معرباً عن خشيته من أن يكون العمل الدولي متركزا على كيف يستمر الحصار دون تكاليف سياسية.
وفيما يتعلق بموضوع المصالحة الفلسطينية أشار موسى إلى أن الجهود متواصلة في هذا الاتجاه مؤكدا ضرورة وجود إرادة سياسية فلسطينية لتحقيق المصالحة.
ورداً على سؤال عن عملية السلام عبر موسى عن تشاؤمه من مستقبل هذه العملية وحاضرها في ظل التهديد بالعودة الى ما يسمى بإدارة الأزمة على حساب حلها وهو الامر الذي يجب تداركه وعدم الوقوع به مرة اخرى بالنظر إلى ما يحدث في القدس من عمليات تهويد واستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية مؤكداً أن المفاوضات غير المباشرة لم تحقق اي شيء يمكن البناء عليه للانتقال إلى مفاوضات مباشرة.
وعن اجتماع فيينا الذي سيناقش معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية قال موسى: في ضوء نتائج الاجتماع الدولي الخاص بمراجعة اتفاقية منع الانتشار هناك قرارات عن ضرورة انضمام اسرائيل إلى هذه المعاهدة ليكون الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي مؤكدا أن استمرار رفض إسرائيل الانضمام الى هذه المعاهدة سيخلق فوضى ومن هذا المنطلق يتحدث العرب في هذا الأمر سواء في فيينا أو نيويورك.
وعن موقف الجامعة من دخول تركيا طرفاً في المصالحة الفلسطينية رحب موسى بكل جهد يصب في خدمة الوضع الفلسطيني والدفع نحو المصالحة الفلسطينية.
وبشأن العراق دعا موسى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع ما يمكن تقود العراق إلى آفاق جديدة.