تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«جرف الملح».. صورة تعكس آثار غزو العراق

شؤون سياسية
الثلاثاء 3-11-2009م
غسان العزامي 

البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم.. التربة الخصبة.. البصرة ... ومدارسها والفراهيدي.. ودواوينها والسياب.. وأهلها الطيبون الذين كانوا ينعمون بالسلام طوال قرون خلت.. البصرة وأم النخيل والتمور.. شريان العراق بخصبها ونفطها وبحرها وأهلها..

داستها اقدام الطغاة المحتلين فقاومت وناضلت ونجحت، فكانت ولاتزال رمزا للمقاومة لكن المحتلين أبوا بقاءها ثغرا باسما للعراق فسرقوا وقطعوا وباعوا ما سرقوا منها ومن خيراتها وبقيت البصرة صامدة راسخة رسوخ الجبال، فهي بصرة العرب وبصرة الجود والكرم ولم يرق للمحتلين الاميركان والبريطانيين ان تبقى البصرة بأهلها وجودها وكرمها وطيبة اهلها، لم يرق لهم ان تبقى بدواوينها العربية وبشعرائها ومجاهديها الذين قاتلوا المحتل فحوصرت برا وبحرا وجوا وقصفت بأحدث انواع الاسلحة وبأكثرها تدميرا ،قصفت بالاسلحة المحرمة دوليا وأي تحريم هذا وفي ظل الشرعية الدولية.. فالشرعية الدولية اليوم تعني القوة والاستخفاف بالقوانين والقيم والمبادىء بذرائع مختلفة وها هي احدى قرى البصرة المسماة ( جرف الملح) والقريبة من شط العرب كانت كغيرها من مدن جنوب العراق تحت وابل القصف والعصف وتحت النيران والفوسفور واليورانيوم والحاويات الملوثة السامة. وبعد اكثر من ست سنوات بدأت آثار اليورانيوم بنوعيه المنضب وغير المنضب على أهلها وعلى العراق فكثرت امراض السرطان وكثرت التشوهات الخلقية وبتر الاعضاء البشرية وفقدان البصر، وغيرها من الامراض المستعصية ولكثرتها في الآونة الأخيرة استبدل اسم قرية جرف الملح الى «قرية المعوقين» وكانت هذه القرية وغيرها من مدن العراق مختبرا من مختبرات أسلحة القتل والدمار، اسلحة المذابح البشرية وباسم الديمقراطية وخصوصا بعد اعتراف بعض القادة الاميركان والانكليز بأخطائهم وجرائمهم واعترافهم باستخدام اسلحة محرمة دوليا.. فهل نحن شعوب للابادة وانهم شعوب للريادة، فالجندي الاميركي يعاد تأهيله بعد ان يمضي فترة قصيرة في العراق أو افغانستان، حينها يرسل الى أرقى المشافي وإلى المنتجعات الفارهة فمن يعيد تأهيل العراقيين؟ أم ان الامر بحاجة إلى تأويل وقرارات دولية أم اننا بشر من الدرجة العاشرة وهم شعب الله المختار؟.‏

وباختصار هذه هي صورة اميركا في العالم كما هي صورة اسرائيل بالقتل والارهاب وسفك وزهق الارواح دون ان تميز بين طفل وامرأة ورجل وشيخ. وصور الدمار في غزة المناضلة الذي حوَّل المنازل والمنشآت والمستشفيات والمدارس إلى خراب ودمار، صورة الوحش الذي يقتل ويدمر بأحدث الاسلحة بما فيها المحرمة حيث تحولت هذه الجرائم الى وثائق عالمية..‏

ان صورة اميركا واسرائيل في العالم باتت مقترنة بالعار والخزي. كما ينبغي على من يريد السلام والاستقرار العمل على محاكمة القتلة من الاميركان والصهاينة الذين ارتكبوا جرائم حرب وجرائم بحق الانسانية كما في العراق والجولان وغزة ولبنان وافغانستان لأن العدو واحد..‏

 صحفي عراقي‏

تعليقات الزوار

عيسى الخطيب |  alkhatib5@yahoo.com | 03/11/2009 06:06

أيها العراق الحزين .........ايها العراق باعك من لاذمة لهم ولا كرامة ولا شرف ولا ضمير يردعهم جالوا الدنيا واستجدوا وركعوا لأحذية أعداء الأمة لذبحك يا عراق من الوريد الى الوريد ففعلوا مايفعله الحمار عندما يبلغ الفحولة يبدء تجربته بأمه هل هناك احقر وأتفه وأنذل واقل شرفا وكرامة ممن يتأمر على بلده وأمته وشعبه ويتباهى بوقاحة قل نظيرها بأفعاله الدنيئة الساقطة ثم يحمل وزر مافعل ونتائج اعماله المنحطة للأخرين وهو كمن فقد السيطرة على نفسه وقضى حاجته في لباسه وهو جالس بين الأخرين ثم بدأ يسب ويشتم من حوله يحملهم وزر مافعل حفظك الله ياعراق العروبة وحفظ شعبك ودمت بوابة منيعة من بوابات الأمة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية