|
من أوراق مؤتمر كلية التربية... رياض الأطفال في الرؤية المستقبلية... مجتمع ماسبق كان قاسماً مشتركاً جمع أبحاثاً وأوراق عمل رائدة ، قدمت ضمن فعاليات المؤتمر التربوي النفسي الذي عقدته كلية التربية بجامعة دمشق مؤخراً.... المناهج في مواجهة التحديات المقومات الأساسية لتطوير مناهج رياض الأطفال ومعاييرها في ضوء التحديات المعاصرة ، من الأبحاث المهمة التي طرحت ، حيث تناولت الدكتورة سلوى مرتضى من جامعة دمشق ، تجربة سورية في تحديد معايير مناهج رياض الأطفال لما للمناهج من مكانة هامة في العملية التربوية والتعليمية ، وكونها وسيلة فاعلة في اعداد الانسان الصالح المنتج الذي يشارك بوعي في تطوير الحياة. وقد عرضت د. مرتضى لبحثها بالقول .. عندما نقف عند ملامح الطفل الذي نتمناه من المستقبل، لابد من تحديد دور رياض الأطفال ، وايجاد حلول للتحديات التي تواجه المناهج في محاولة للتطلع نحو المستقبل ، وهذه التحديات هي تحدي العولمة أولاً ، فمناهج رياض الأطفال مدعوة لفتح قنوات الاتصال بين أنواع التعليم المختلفة واستيعاب المفاهيم الجديدة ، وتنمية حب المطالعة والابداع والتركيز على الحوار والتعليم الذاتي لما له من أهمية في عصر التفجر المعرفي . والتحدي الثاني هو دور التكنولوجيا الذي يتطلب لمواجهته أن يتم اعتماد مبدأ الجودة في التعليم بالمناهج وليس كم المعارف ، وتشجيع الأطفال على التفكير العلمي بعيداً عن التفكير الخرافي ، وأن ينشط الخيال العلمي لديهم وتعويدهم على الدخول الى بعض مواقع الانترنيت بشرط الاستخدام الواعي . خبرات تناسب نموهم وأمام التحدي الثالث وهو المنافسة والاحتكار العالمي ، لابد للمناهج أن تعود الأطفال على الأداء المتقن ، وأن تسهم بزيادة الاهتمام بالأنشطة التربوية والمهنية والفنية واتقان اللغة الانكليزية . ولمواجهة التحدي الرابع وهو العنف والتطرف والارهاب على المناهج أن تدخل هذه المفاهيم لتعريف الأطفال بأشكاله ومظاهره من خلال الخبرات الاجتماعية بما يتناسب ومستوى نموهم مع تضمينها بعض المفاهيم الأخلاقية والسلوكات الايجابية من حب وتعاون وتضحية وشهادة ومساواة وسلام ، والتعامل مع الأطفال وفقاً لهذه المفاهيم . وبادخال مفاهيم البيئة يمكن مواجهة تحدي التلوث البيئي والانفجار السكاني ، مع تضمينها مفاهيم تتعلق بالغذاء والصحة والنظافة ، بالاضافة لبعض المفاهيم الجنسية ضمن الخبرات العلمية . واكسابهم مواقف وأنماط سلوكية بيئية تمكنهم من التفاعل والتعايش بشكل واع مع المحيط كالمحافظة على النظافة بالبيت والحي والروضة. وترى د . مرتضى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب مستلزمات ووجود ارادة قوية تدعمها إجراءات مادية مناسبة . عنصر فاعل ومشارك في التنمية وقد عرضت د . مرتضى لتجربة سورية في تحديد معايير المناهج بقولها : قامت وزارة التربية مؤخراً بإعادة النظر بمناهج رياض الأطفال ، وركزت على جعل الطفل عنطراً فاعلاً ومشاركاً في التنمية وأن تكون منسجمة مع حاجاته واهتماماته ومواقفه الحياتية، وتقديم أساليب تقويمية مناسبة ، واستخدام استراتيجيات التعليم النشط كما روعي في الوثيقة المقدمة مواد اتفاقية حقوق الطفل والمعوقين وأكدت على ازالة التمييز بين المرأة والرجل ، وقدمت مفاهيم التربية البيئية والسكانية وحضت على الكشف عن المبدعين وتشجيعهم . أدوار مستقبلية للمعلمات دور مستقبلي مغاير للواقع ينتظر معلمات رياض الأطفال ، فاستخدام التكنولوجيا في التعليم أصبح ضرورة من ضرورات الحياة ، لذلك بات لزاماً على المعلمة التوافق مع ماتفرزه التكنولوجيا من متغيرات ونظراً لأهمية دورها في العملية التربوية قدمت الدكتورة جومانة شديفات من جامعة آل البيت - الأردن ، ورقة عمل عرضت فيها للدور المستقبلي لمعلمات رياض الأطفال في الأردن ، وعرضت لبحثها بالقول : معلمة رياض الأطفال هي حجر الزاوية في التعليم ، ومعرفة هذه المعلمة بدورها المستقبلي يعد أمراً في غاية الأهمية ، حيث يؤثر المؤهل العلمي والخبرة التدريسية على درجة وعيها بدورها الذي يتطلب تفهماً لهموم العصر وتقنيايته المتطورة ضمن بيئة تعلم الكترونيةوأن تتقن مهارات التواصل والتعليم الذاتي والقدرة على التفكير الناقد ، وأن تؤمن بضرورات البحث العلمي للقيام بدورها على أكمل وجه ، وخلصت من خلال دراستي الى نتائج أهمها : تكثيف الدورات لمعلمات رياض الأطفال لتعريفهن بالنواحي النفسية للأطفال وكيفية التعامل معهم ، ومتابعة المعلمات وحثهن على الاطلاع على كل جديد. التنمية وفق معايير الجودة بينما اقترحت الدكتورة رانية صاصيلا من جامعة دمشق - استراتيجية لتطوير كليات رياض الأطفال ، وخلصت الى ثلاثة توجهات تربوية معاصرة ، هي التوجه نحو الجودة في الاعداد لمدرسة المستقبل بالاضافة لتبني القيم الأخلاقية والتربوية في العلاقات الانسانية التي ننساها في خضم السرعة التي تفرضها الحياة المعاصرة وحددت د . صاصيلا الخصائص التي ينبغي توفرها في مناهج معلمات رياض الأطفال وفق معايير الجودة ، بحيث تنمي لدى الطالب المعلم القدرة على التعليم الذاتي وامتلاك مهارات البحث العلمي والدافعية ، والتوجيه الآخر نحو مدرسة المستقبل ارتأت فيه أن يكون هناك مجموعة مهارات ينبغي أن يتدرب عليها الطالب المعلم ، منها مهارة تنمية الحس الجمالي والتفاعل السلوكي والتفاعل الانفتاحي ، والتعريف بمبادىء حقوق الانسان والتعامل مع الطفل ، وضمن هذا التوجه اقترحت د . صاصيلا مجموعة من الأهداف لهذه الاستراتيجية منها التنمية الشاملة للطالب المعلم في كليات رياض الأطفال وتنمية الانتماء لمهنة التعليم وتعزيز القيم الوطنية والأخلاقية وعرضت الباحثة لاقتراح حسب رأيها سيساهم في الارتقاء بأخلاقيات المهنة والسمو بها ، وهو أداء الطالب المعلم للقسم عند تخرجه من الكلية قبل ممارسة العمل التربوي . أخيراً إن الحديث عندما يرتبط بمجال الطفولة ، يصبح مثيراً لقدر كبير من الاشكالية ، وتلك كانت آراء واقتراحات جديرة بالاهتمام ، لتوضع حيز التنفيذ الفعلي ، للنهوض بواقع رياض الأطفال بالوطن العربي قولاً وفعلاً لانتاج الانسان المنشود .
|