حيث هدمت منزلاً لأحد الفلسطينيين في حي الصوري جنوب المسجد الأقصى كما اعتقلت 4 شبان في الضفة الغربية وذلك بالتزامن مع اعتداء مستوطن على أحد الرعاة في ريف نابلس واعتراف آخر بقتل راع وسائق سيارة وتفجير منزل أستاذ جامعي اسرائيلي معارض للاستيطان اضافة الى سلسلة اعتداءات على حين أفرجت سلطات الاحتلال عن ستة من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني.
في هذه الأثناء انتقدت الصحف البريطانية اسقاط وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مطلب تجميد الاستيطان شرطاً لاستئناف المفاوضات في الوقت الذي دعت فيه روسيا وبريطانيا لوقف الاستيطان الفوري ونفذت الفصائل والمنظمات الفلسطينية في سورية أمام مقر الأمم المتحدة بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم.
فقد هدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس المحتلة أمس ثلاثة منازل تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين وشردت أكثر من مئة مقدسي في أيام قليلة.
وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية.. ان اجراءات الهدم باتت تتخذ طابعا سياسيا أكثر من كونه قانونيا وخاصة بعد رفض وزير الامن الداخلي الاسرائيلي التصديق على مخططات هيكلية قدمها الجانب الفلسطيني من أجل انقاذ المنازل المهددة عبر الحصول على تراخيص من بلدية الاحتلال.
كما هدمت قوات الاحتلال منزلا يعود للفلسطيني طارق الشكوى في حي الصوري جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة.
وقد أصيبت ربة منزل فلسطينية بجروح اثر قيام جنود الاحتلال الاسرائيلي باطلاق الكلاب المتوحشة على أفراد عائلتها التي هدمت الجرافات الاسرائيلية منزلها واعتقلت اثنين من أفرادها.
وقال محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي الاراضي المحتلة عام 1948 ان اسرائيل تستهدف بهدم منازل الفلسطينيين التضييق عليهم وتطويعهم سياسيا. وأشار زيدان الى ان أكثر من 30 ألف بيت للفلسطينيين مهدد بالهدم نتيجة رفض اسرائيل منذ النكبة حتى أمس تأسيس مجمع سكني جديد للفلسطينيين على حين تم بناء آلاف المستوطنات. بدوره أوضح الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين أن هدم منازل الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة يأتي في اطار سياسة الاحتلال الاسرائيلي الرسمية والهادفة الى تهويد المدينة المقدسة.
كما قال عدنان الحسيني محافظ مدينة القدس المحتلة ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تتحمل المسؤولية كاملة عن أي محاولة اقتحام للمستوطنين الاسرائيليين الى باحة المسجد الأقصى وارتكاب مجزرة جديدة. من جهة ثانية اعتدى مستوطنون اسرائيليون فجر أمس على أحد الرعاة في منطقة ريف نابلس الجنوبي في الضفة الغربية.
ونقلت وكالة وفا عن غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ان المستوطنين اعتدوا على الراعي مأمون زيادة من قرية مادما بينما كان يرعى أغنامه في منطقة قريبة من مستوطنة يتسهار الاسرائيلية وابرحوه ضربا. على حين اعترف مستوطن اسرائيلي يدعى يعقوب جاك تيتل 37 عاما بأنه قتل راعي غنم فلسطينيا في الخليل وبعد شهرين قتل سائق أجرة فلسطينيا من القدس المحتلة عام 1997 ونفذ سلسلة اعتداءات على مدى عشرة أعوام الماضية من بينها تفجير منزل أستاذ جامعي اسرائيلي معارض للاستيطان.
هذا واعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وذكرت اذاعة اسرائيل أن الفلسطينيين اعتقلوا في قرية الزبابدة قضاء جنين وقرية عزوم قضاء قلقيلية وبلدة الخضر قضاء بيت لحم ومدينة طوباس. في الوقت الذي أفرجت فيه سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس عن ستة أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني كانت تعتقلهم منذ العام 2006 بعد ان كانت افرجت مساء أمس الأول عن عضو المجلس حاتم قفيشة.
ومنعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة من مغادرة الاراضي الفلسطينية للمشاركة في اجتماعات الجمعية البرلمانية التابعة للبرلمان الاوروبي التي ستعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل.
بموازة ذلك دعا برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي أمس الاتحاد الاوروبي الى عدم الاكتفاء بدور الممول في قضية الشرق الاوسط في حين تلعب الولايات المتحدة الامريكية الدور الاول في مساعي السلام المتعثرة حاليا.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه بحث مع نظيره البريطاني ديفيد ميليباند في موسكو أمس مساعي السلام في الشرق الاوسط والوضع في افغانستان ومسألة حظر انتشار الاسلحة النووية.
واضاف لافروف وميليباند في بيان مشترك في ختام مباحثاتهما ان تسوية قضية الشرق الاوسط تتمثل في اقامة دولة فلسطينية مستقلة قادرة على الحياة وتعيش بسلام وهذا هو الطريق الوحيد الذي يتجاوب مع المصالح الوطنية للفلسطينيين.
واشار البيان الى ان مؤتمر موسكو الدولي للسلام سيعقد بمجرد استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف توثيق الديناميكية الايجابية على هذا المسار والاسهام ببدء التحرك على المسارات الأخرى داعيا اسرائيل الى الوقف الفوري لجميع الانشطة الاستيطانية بما فيها في مدينة القدس وفتح المعابر في قطاع غزة.
في سياق متصل قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان عرض اسرائيل تقييد التوسع الاستيطاني خطوة غير مسبوقة وايجابية ولكنها ما زالت أقل مما تريده واشنطن وطالبت اسرائيل باتخاذ مبادرات ايجابية تجاه الفلسطينيين.
وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها المغربي الطيب الفاسي الفهري انها اوضحت لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان المبادرات الايجابية من قبل الفلسطينيين يجب ان تقابل بمبادرات ايجابية من اسرائيل بشأن حركة التنقل والمنافذ والتنظيم الاسرائيلي للامن في الضفة الغربية.
من جهتها قالت الصحف البريطانية الصادرة أمس ان اسقاط هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية مطلب تجميد المستوطنات الاسرائيلية شرطاً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية اصاب مصداقية الولايات المتحدة بانتكاسة قوية.
من جانب آخر نفذت الفصائل والمنظمات الشعبية والمهنية الفلسطينية ولجان حق العودة والمجتمع المحلي في سورية أمس اعتصاما احتجاجيا أمام مقر الامم المتحدة بالمزة بمناسبة الذكرى 92 لصدور وعد بلفور المشؤوم.
وسلم المعتصمون مذكرة الى الممثل المقيم لمنظمة الامم المتحدة بدمشق ناشدوا فيها بان كي مون الامين العام للامم المتحدة والمجتمع الدولي العمل على التدخل الحازم لايقاف العدوان الصهيوني السافر ضد الشعب الفلسطيني من نساء وأطفال وشيوخ.
وأكد المعتصمون في بيان أصدروه في هذه المناسبة حق الشعب الفلسطيني التاريخي بالعودة الى أرضه وممتلكاته التي هجر منها قسرا محذرين من محاولات التنازل عن حق العودة.
كما أقامت المنظمات النسائية العربية والفلسطينية في سورية اعتصاما أمس امام السفارة البريطانية في دمشق لتذكر الحكومة البريطانية بالجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين والتي نتج عنها مأساة تشريد الشعب الفلسطيني عن وطنه وهي المأساة التي لا تزال تتوالى فصولها يوما بعد يوم.
وأكدت جامعة الدول العربية ان ظروف الشعب الفلسطيني الصعبة ومعاناته وانتهاك ابسط حقوقه في ظل الاحتلال الاسرائيلي تستوجب العمل من قبل المجتمع الدولي لتمكين هذا الشعب من استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وحملت الجامعة العربية في بيان أمس في الذكرى ال 92 لوعد بلفور المجتمع الدولي وخاصة بريطانيا المسؤولية القانونية والاخلاقية والسياسية والادبية تجاه الشعب الفلسطيني وما تعرض له من ظلم والم وفقدان لحقوقه الاساسية جراء وعد بلفور المشؤوم وما تبعه من ظلم لحق بالشعب الفلسطيني.