ويرى الغزالي أن الصوفية هم السالكون لطريق الله، وأن سيرهم وسيرتهم أحسن السير وطريقهم أصوب الطرق وأخلاقهم أزكى الأخلاق،..».
يقسم الكاتب الدكتور إبراهيم هلال كتاب «التصوف الإسلامي بين الفلسفة والدين» إلى سبعة فصول. يدرس في الفصل الأول نشأة التصوف في البيئة الإسلامية، ويعود إلى تعريف التصوف، ويقول: «رغم كثرة التعريفات التي عرف بها التصوف الإسلامي في كتب التصوف وغيرها، فإننا نستطيع أن نقول إن التصوف كما يراه الصوفية في عمومه هو السير في طريق الزهد، والتجرد عن زينة الحياة وشكلياتها وأخذ النفس بأسلوب من التقشف، وأنواع من العبادة والأوراد والجوع، والسهر في صلاة أو تلاوة أوراد حتى يضعف في الإنسان الجانب الجسدي، ويقوى فيه الجانب النفسي أو الروحي، فهو إخضاع الجسد للنفس بهذا الطريق المتقدم، سعياً إلى تحقيق الكمال الأخلاقي للنفس كما يقولون، وإلى معرفة الذات الإلهية وكمالاتها، وهو ما يعبرون عنه بمعرفة الحقيقة».
ويضيف الدكتور هلال بأن الإشراق الفلسفي الذي عرف من قبل عند سقراط وأفلاطون وأفلوطين وغيرهم من فلاسفة اليونان، والهنود والفرس والذي يصل فيه المرء بعد مرحلة التجرد والرياضة وللعبادة إلى مرحلة الكشف، والإخبار عن المغيبات، هو غاية التصوف الإسلامي في منهجه الفلسفي.
يدرس الفصل الثاني نظرية المعرفة الإشراقية، وعلاقتها بالتصوف ومن ثم تأثر السهروردي بابن سينا. ويعرج على صوفية البسطامي وابن الجنيد، وتأثر الأخير بأفلاطون وأفلوطين، ثم يتوقف عند المحاسبي فالغزالي، ونظرية المعرفة عندهما.
يفتتح الكاتب الفصل الثالث بشيخ الإشراق أو الشهيد السهروردي، ويدرسه كحالة طبيعية في مسيرة التصوف الإسلامي، ومن ثم تأثره بابن سينا. ويفرد جزءاً من الفصل، لشيخ مشايخ الصوفية ابن عربي، وتأثره بالفلسفة عموماً والأفلاطونية بشكل خاص.
يستعرض الفصل الرابع الوحي والنبوة عند متفلسفة الصوفية، ويتقدمهم رأي السهروردي في النبوة، ثم رأي ابن عربي وما قال فيها، وخصوصاً ما كتبه في كتابه «فصوص الحكم» عن الحقيقة المحمدية.
أفرد المؤلف الفصل الخامس للحديث عن النبوة المكتسبة، أما الفصل السادس فكان تحت عنوان فكرة الوحي والنفس وبطلانها.