|
الرواية الملعونة ملحق ثقافي وكانت اللجنة مؤلفة من الشاعر والروائي جبرا إبراهيم جبرا والروائية غادة السمان والشاعر يوسف الخال مؤسس مجلة شعر. وعند استلام الراحلة أمل جراح مكافأة الجائزة عام 1967 في بيروت، نصحها جبرا إبراهيم جبرا بعدم نشر الرواية بسبب موضوعها الجريء، الذي قد يثير عليها المجتمع التقليدي العربي، وقد تتأذى من جراء ذلك، فركنت أمل الرواية بين أوراقها... وعندما سُئلت فيما بعد عن مصيرها قالت أنها أحرقتها. بعد رحيلها عام 2004 عثر زوجها الروائي ياسين رفاعية على الرواية مركونة بين أشياء المنزل، فكانت بالنسبة إليه مفاجأة كبيرة لم يكن يتوقعها، ثم عرضها على دار الساقي في بيروت، وستصدر خلال الشهرين المقبلين. عنوان الرواية الأصلي (خذني بين ذراعيك) لكن الدار اقترحت تغيير الاسم إلى (الرواية الملعونة) وهي تتناول قصة علاقة ملتبسة بين ابنة وأب . هذه قصة رواية كادت، لولا الصدفة وربما القدر، أن تكون طي النسيان، لكن المؤلم فيها أن صاحبة الرواية وكاتبتها لن تفرح بصدورها وقد انتقلت إلى عالم الحق، بسبب أفكار متخلفة تحمّل الكاتبة سلوك شخصياتها ومصائرها. وعلى الرغم من التحوّل النوعي في النظرة إلى المرأة عموماً بعد دخولها شتّى ميادين العمل والحياة, إلا أن المجتمع ومؤسساته ما زال ينظر بعين الريبة إلى الإبداع النسوي, ويضعه في دوائر الإتهام. ومع ذلك فإن الأدب النسوي اليوم غيره في الأمس، ويظل الأمر متوقّفا على الكاتبة نفسها وبمدى قدرتها على مواجهة محيطها عندما تتجاوز الممنوع وتجهر بصوتها الأنثوي الداخلي دون خوف، وثمة أمثلة عن كاتبات تجاوزن المألوف من أدب المرأة، إلى عوالم جديدة.. وربما إلى أرض لم يحرثها أحد من قبل. ghazialali@yahoo.com
|