تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ورقــــة رابحـــــة...لكـــــن

فضائيات
الأربعاء 4-11-2009م
لميس علي

تحت أي بند إعلامي يتم وضع فنانين في زنزانة اعترافات قسرية..وتحت أي عنوان تتم استضافتهم لمكاشفات جبرية ..مهارة..شطارة..والأصح هي ضالة الإثارة..وفرض الثقل النوعي على البرنامج المضيف.

يحضر الفنان بوصفه نجما بكامل قيافته العارمة..وأبهته التي ستغدو بعد حين صادمة..بوهم ضيافة خمس نجوم،فإذا بنور هذه النجوم يخبو ..ليخبو نور نجمه هو ذاته معها،تأثرا بعتمة أحاطت به..على حين غرة.‏

تتبارى محطات التلفزة العربية باستضافة الفنانين على اختلاف اختصاصاتهم ..هم الأكثر جذبا،برامجهم (بيّيعة) وحضورهم وحده كفيل بإنجاح أي برنامج.‏

هكذا يعتقدون وعلى هذا الأساس يتصرفون..أولئك القائمون على تلك القنوات،ورقة رابحة يلعب بها رأس المال ويتفنن بخلق طراز للعب إعلامي مبتكر..طراز ليس بالرفيع،ولعب ليس بالنظيف،وكل شيء مسموح..ومباح..لطالما تنحني القامات أمام السيد(المال).‏

لايتورّع السيد الأخضر،بجعل ضيفه الفنان بهيئة(جوكر)ورق اللعب..جوكر له أن يؤدي كل الأدوار ..يركب محل النقص..تماماً على هذه الشاكلة يتم تركيب الفنانين بمختلف أنواع البرامج المحشوة والمتروسة ترسا على الفضاء العربي.‏

في الآونة الأخيرة أخذت تُعدّ برامج تتعكز وجود الفنان. الجديد في الأمر أنها تهتم بالشخصي،تعمل معولها لنكش أخص الخصوصيات وعلى الملأ..إذ لاحرمات.‏

لكن أي خصوصيات .. هي من النوع الذي يتم معه تخطي كل خط أحمر وصولا إلى سخونة لايبقى معها،أي(ستر مغطى)لذاك المسكين الذي كان نجما ساطعا قبل حين.‏

(لماذا)طوني خليفة،يعرض حاليا على الجديد يُعتبر الأبرز مؤخرا ضمن هذه النوعية البرامجية القائمة على احداث شيء مثير،يصل حدود الفاضح.‏

حلقات بأكملها تفبرك لمعرفة أشياء من مثل..تفاصيل طلاق نوال الزغبي،أو التشكيك بزواج جمانة مراد من نجدت أنزور...ثم يثير بأسئلته غيرة يسرا من إيناس الدغيدي،كما ويسأل عن الثقافة الجنسية لهند صبري،وتصل جرأته لأن يسأل إحداهن(دينا)عن أشرطة مشبوهة قامت بها،كما يشاع..إلى ما هنالك من مواقف يحشر ضيوفه بها حشرة لافكاك منها.‏

وبالطبع لايصب الكلام لجهة الدفاع عن هؤلاء ..فعلى ما يبدو أن كل الجراح تلتئم بمراهم الدراهم،إن كان ثمة جراح من أصله.‏

صورة النجم تهوي رويدا رويدا،حتى تصل إلى مقام الاستهبال والاستخفاف،في موضع آخر،يختلف عن إيقاع برنامج لماذا..‏

على سبيل المثال برامج الكاميرا الخفية(حيلهم بينهم بجزئيه)يعرض على (ام بي سي)(كاميرا ربيع)و(أكرك مقلب)يقدم حاليا على خليجية،تصاغ المقالب بطريقة تظهر الفنان بهيئة مفعلة حينا،أو بهيئة المضحكوك عليه،والمأخوذ غدرا..‏

ولكن كيف يتم احضار الفنان..بأي حيلة يتم استدراجه،حتى يشرب المقلب(صحتين وعافية على قلبه).‏

بكل الأحوال..ومن خلال صورة الفنان المهزوزة،المائلة،في النوعية الفضائحية،أو بتلك الأخرى الاستهزائية،الأولى لأنها تعمد الغوص في أقبية حيواتهم،والثانية لأنها تسترزق من تأجير طوابقهم العليا..‏

في الوضعين يبقى استثمار وجودهم ورقة رابحة،لكنها في مهب الريح..ورقة طيارة ترسو عند الثمن الأغلى..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية