كانت الرياح تهب حارة في ساحة الصراع. والصحف غارقة بدموع الباكين على مصير الشعر حين نشر قلوعه البيضاء الخفاقة فوق أعلى الصواري. و قد لعبت بدائيته دوراً هاماً في خلق هذا النوع من الشعر، إذ ان موهبته التي لعبت دورها بأصالة وحرية كانت في منجاة من حضانة التراث وزجره التربوي. وهكذا نجت عفويته من التحجز والجمود. وكان ذلك فضيلة من الفضائل النادرة في هذا العصر. سنية صالح
لحظة الاحتضار كما رآها محــــــمد الماغـــــوط
أيها الأنف الأحدب الجميل، كسنبلة تحت طائر أيها الفم الدقيق، كمواعيد الخونة أو الأبطال.. يابذرة الحروب المقبلة لم استعجلت الرحيل
والرقاد الى الأبد، باسمة مطمئنة في أقرب نقطة لآل البيت مولية ظهرك لكل ثورات العالم؟ ولكن لاعليك ياحبيبتي لقد رأيت بأم عيني في إحدى الليالي الثلجية العاصفة على ضفاف الفولغا ماركسياً مشرداً، ينام تحت سيف القيصر. آه كم فرحنا، أنا وشام وسلافة بالحمرة الواهية وقد عادت الى الخدين الشاحبين وكم صفقنا طربا لشعرك القصير المنهك وقد راح ينمو بحماسة بائسة كعشب زنجي في حقول بيضاء..