|
|
سعـــــــــــدو الذيــــــــــــب تجــــربة الكتابة والموسيقا ملحق ثقافي
وكان لها الأثر الإيجابي في مواكبة الأحداث والظروف السائدة والمعانات اليومية، مواكبة لتطور المجتمع تسير معه وأحياناً تسبقه، وكأنها تعيش في حالات التنبؤ بالزمن القادم لأنها تتردد على ألسنة الناس وتدخل الأفئدة دون تكلف، لأن ملحنيها استخدموها استهلالاً للموروث الشعبي في المكان والبيئة التي ينتمون إليها، وإذا تجلت موهبة إضافية للكتابة والشعر في توثيق الأغنية الشعبية والتحليق بها إلى درجة الارتقاء تكون حالة الاكتمال بعد إتقان عملية التلحين الموسيقي فإنه بلا شك سوف يكون اللحن بالمستوى اللائق وذلك يخلق شعوراً بالعلاقة المتبادلة بين الكلمة النابعة من الفكر والمقام الموسيقي الذي يضعه الملحن .ومن يتقن لغة المجالات الثلاثة ( الكتابة والشعر والتلحين) يستطيع تقديم الكثير لتحقيق ديمومة تراث البلاد بصدق المشاعر والإحساس المرهف، جاعلاً من كلماته وألحانه رسالة عشق، قوامها عبق تراب الأرض والحنين إليها، ناقلاً ما بها من حنين إلى الأرض،
مما يزيد المغترب ارتباطاً أكثر بالوطن ويشتم رائحة ترابه عن بعد من خلال عناصر الأغنية الكلمة واللحن والأداء،/ يقول الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب عندما تنطق الكلمة الشاعرية بشكل صحيح يخرج اللحن مع الكلمة التي تنطقها / وهذا ما حققه الشاعر والملحن والكاتب سعدو الذيب من خلال أعماله الفنية. الذي نشأ على تراب المنطقة الجنوبية ورضع من غبار هجيج أبطالها استمد شاعريته من حنايا بلدته، وشغف ألحانه من نسيمها العليل، وانطلق منها إلى عالمه مع المطرب الراحل الكبير فهد بلان اللذين تبادلا الحب، في أولى ألحانه له والذي كون معه ثنائياً لو طال زمن التعاون بينهما لشكلا منعطفاً بالأغنية الشعبية إلى درجة كبيرة ولكن القدر كان لهما بالمرصاد عندما فجرا بلقائهما الأول أغنيتهما الشهيرة /عالبال بعدك يا سهل حوران شرشف قصب ومطرز بنيسان/، ثم تلاها بأغنية /غالي علينا يا جبل /وتم الاتفاق بينهما على تقديم أغنية لكل محافظة من محافظات بلدنا الحبيب سورية، حيث غنى الراحل الكبير فهد بلان /13/ لحناً من ألحانه منها أغنية خص بها جسر الدير بمحافظة دير الزور وهي بعنوان/ سلامين/ ثم ثلاث شارات لمسلسلات قام بكتابتها بنفسه،وتلتها أعمال أخرى كانت جميلة ودخلت القلوب دون استئذان وبقيت في حنايا وذاكرة لكل عاشق للأغنية الشعبية الإنسانية والوجدانية والوطنية . وقد لحن مجموعة من الأغاني التي سجلت على شكل بروفات لأنها تحمل معانٍ رائعة في معالجة هدفهما المشترك لإتمام مشروعهما الفني الذي كانا قد رسماه معاً. حتى أن المطرب الراحل فهد بلان آخر ما جادت به حنجرته في الغناء قبل رحيله بيومين كانت أغنية تحكي قصة حياة المطرب الراحل فهد بلان والذي يقول في كلماتها: دوار اسأل يا زمن هل من حبيب ؟ يا ما حلمت بطلتهُ قبل العمر ما يغيب. دوار بكاني الهوى وأنا اللي غنيتو عمر صدفة وتلاقينا سوى وضعنا على دروب السفر. دوار بكل المواني اكتب بدمع العين عنواني اسأل يا زمن هل من حبيب ؟ والشاعر سعدو الذيب يقرض الشعر المحكي بطريقة يتمايل مع كل كلمة يقولها لأنه ينتقي مفردات كلماته من الواقع الاجتماعي ويعالج بها قضايا إنسانية ووطنية تحمل كثيراً من العاطفة الصادقة والشاعرية الجميلة، أجاد بعدد كبير من الأمسيات الشعرية في المراكز الثقافية وحصل على إعجاب الكثير من النقاد في طريقة إلقاء الكلمة المحكية الجميلة،ثم قدم لعدد من الفنانين السوريين مجموعة من باقاته الفنية منهم فنان الشعب رفيق سبيعي الذي قدم له شارة مسلسل، والمطرب فؤاد غازي لحن له أغنيتين/ هلي يا شام، وأنت عيني/، وفي مهرجان الأغنية السورية أعطى الفنانة كنانة القصير أغنية /أحبك /، كما أعطى الفنان الشاب سمارة سمارة أغنية / عيني أنت عيني/، وكذلك الفنان أحمد الأحمد / يا مشنشلي بالذهب ومجموعة من الأغاني / وكان هذا على صعيد الشعر وكتابة كلمات الأغاني وألحانها. وقد تميزت ألحانه بالجزالة والبساطة الفنية فهي قريبة للقلب والوجدان، وحتى عندما لحن لمطرب الرجولة فهد بلان استخدم معه نقلة فنية إذ كان يصعب على من استمع إلى فهد بلان في بدايته الفنية كمطرب للرجولة والعاطفة وحمل لواء الشمم بصوته العريض الأجش أن يتخيل فهد بلان وهو يغني الحزن بتلك الوجدانية الصادقة والمقنعة، استطاع أن يستغل مساحة صوته تماماً ويقدم له الألحان المناسبة، حتى عندما أعطى ألحانه لفنانين شباب درس طبيعة أصواتهم وقدراتهم على أداء بعض اللهجات المحلية المستخدمة ليعبر فيها عن البعد الإنساني للكلمة التي يكتبها من خلال اللحن الملائم .
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
