رحلة الحياة والقصيدة الخطوات
ملحق ثقافي الثلاثاء31/1/2006 حسب الشيخ جعفر حسب الشيخ جعفر في ذكرى بدر شاكر السياب
أجل! أعرف
إنما ينعاني أنا هذا الناقوس الغروبي مع أنني أتنفَّس في هذا الجو المعتدل. -إيسّا لارعدَ أخضرَ،لا وفيقةَ،لا حديقةَ، قطةٌ عمياءُ تبحثُ في ظلام الطينِ عن مغزى الطفولة، عن حليبٍ. جرّةٌ كُسرتْ، وتندبها عجوزٌ من صبايا العيدِ. لامنجىً ولا أبوابَ في إرم، ملاعبُ لا الفرزدقُ طفلها. وخطاك في الأفقِ الكسيحِ. الريحُ خيطٌ منزلُ الاقنانِ بُقيا سدرةٍ لا الجنَّ تؤوي لاعصافيرَ الجنوبِ، سوى الفراغِ بأعينِ الموتى، فخذْ عكازةً منها وطرْ متسكعاً، هو ذا فضاؤكَ خطوةٌ تتعثرُ القدمانِ فيها، رحلةٌ ما بين ذينِ الحاجبينِ، منافعُ ولهاثُ حفّارينَ، أطمارٌ خطوطٌ يديكَ منفاها القصائدُ،لا ارتحالَ ولا انتحال، الجاهليُّ الشاعرُ الضلّيلُ خدنُك في حفاءِ الروحِ، قنطرةٌ إلى سوقٍ تلوكُ جذوعها الأقدامُ إلا خطوةً لكَ، عابراً مرَّ اليتيمُ ومرت الأمطارُ تغسلُ وجهه الباكي، فيا فزّاعةً للطيرِ يا أسمالَهُ إنتشري وطيري، لاحديقةَ، لا وفيقةَ لا غرابَ سوى الحروفِ، وهذه الخطواتُ تترى، هذه الخطواتُ تخفقُ فوق أرصفةٍ بلا ذكرى بلا مدنٍ،
|