تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


علي الجندي الشاعر

ملحق ثقافي
الثلاثاء31/1/2006
الذي أرقت مخيلته وحواسه توهجات رؤى متعانقة مع المرأة وأحوال الجمال من جهة، ومع ارتدادات هذا التواصل على شعرية روحه ولغته وحضوره. أفرج كثيراً أو قليلاً عن هواجسه المتورِّطة بالمرأة والحب.

لكن هذه الهواجس لم تفرج عنه، وظل يدور ويهدأ ويثور في مدارات المرأة التي هي وطن حواسه ومحرِّضها. هذا ما دفعه أخيراً الى الإقامة باللاذقية حيث زوجه وحيث الموج يشكل عرس بهجة وقصائد وزناراً لحضور المدى والغيم والمطر.‏

علي الجندي.. تجليات الوجع والمرأة ..والقصيدة الليل،الليل يسوِّر بالآهات حديقتنا، وتكاد طيور البين تعشش في اشجار حكايتنا. وأحس بأني منفيٌّ عن ذاتي.‏

وبودي لو أعرف كيف أبارح،رغم الحب، مدينتنا. ماذا يشقيني ياطفلة أخطائي الحلوه،مع اني أولد من أوراق الاشجار المخضرة بالنشوه؟ تخرج من جامعة دمشق1956 ـ قسم الفلسفة وهو من مواليد السلمية عام 1928 عمل في حقل الصحافة الثقافية ما بين دمشق وبيروت, كما وفي حقل الترجمة عن الفرنسية, وفي الستينيات عمل مديرا عاماً للدعاية والانباء. وكان من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب) صدر له العديد من المجموعات الشعرية: (في البدء كان الصمت) (الحمى الترابية) (الشمس واصابع الموتى) (النزف تحت الجلد) (طرفة في مدار السرطان) (الرباعيات) (بعيداً في الصمت, قريباً في النسيان) (قصائد موقوتة) (صار رماداً) و(سنونوة للضياء الاخير) وهو الآن يقيم في اللاذقية. .. «يخيل الي اني لست بحاجة لاوقظ ذكرياتي, انها ذكريات مستيقظة دائماً, وفي لحظة ما تستعيد نضارتها وصباها...» لحظة الخلق الشعري, لحظة تختلط فيها اشياء العالم, ويشعر الشاعر انه ينزلق من بين اللاشيء, ولا يدري كيف يهيئها, فلحظة يراها هامدة وفي اللحظة التي تليها يتولاها النشور, وهكذا حتى تصل اللحظة الشعرية الى الانكفاء على ذاتها. حالات الجنون ليست غريبة على العابث مع الشعر, هدوئي الظاهري يتحول في تلك اللحظة الى فوضى يجمعها ويشتتها شاعر لا يدري كيف... وتظل المرأة في هذا الوجود الهش والمشهدية الغرائبية, صورة الرحمة والحظ الذي يمنح القصيدة الألوان والبهجة. هي التي تدفع باللحظة الشعرية, امام اكثر من بوابة, الحب العميق والموت, رعشة الانتهاء والرغبة في التدفق من خلال هذا العالم, تأتي الحالة من خلال اختناق في الداخل وبعدها يبدأ البحث عن مفتاح, ويتجسد العالم بامرأة تغير كل طبيعة الاشياء فأذا هي النعمة والحب الذي يمنح القصيدة الوان الخصب وشكل الخلق الكامل... كانت المرأة منذ البداية نعمة. في مجلة (شعر) نشرت أغلب قصائد ديوانه (في البدء كان الصمت) وكان الجميع أصدقاء علي الجندي، الذي ظلَّ يغترب باتجاه وجعه وهو إلى اليوم يبتعد عن الأضواء، ويرغب بالانزواء باتجاه القصيدة وعتمة الأوجاع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية