واللافت في تجربتها الطويلة،تنقلها الدائم بين اللوحة المائية واللوحة الزيتية مع بروز نقاط ارتكاز تقرب لوحاتها عموماً من الاسلوب التعبيري الحديث القريب من اجواء الاتجاهات التجريدية المعاصرة، فهي تذهب بالمشهد الى اقصى احتمالات الايجاز والاختصار في تكويناتها الشكلية واللونية دون ان تتخلى عن روح المشهد او المنظر المستمد من الواقع اليومي المعاش. وهي في ذلك تصل الى تشكيل تعبيري يقترب من التجريد ويحمل ملامح الطبيعة المستقاة من المشاعر ، فالضربات اللونية المتتابعة والمتجاورة والحاملة خلاصة بحوثها التقنية المتتابعة تعطي لوحاتها الدفق التعبيري المطلوب المعبر عن تقلبات الحالة الداخلية الانفعالية التي تعطي لوحاتها غنائية بصرية واضحة تكسر صفاء المساحة ومن ثم تبرز الايقاعات اللونية كنوتات موسيقية. وهذا يعني ان اللوحة التي تقدمها هالة مهايني تشكل خطوة تصاعدية باتجاه الحركة والايقاع الموسيقي البصري الذي يذهب بالمنظر الى اقصى حالات الايجاز والتبسيط والتجريد حيث يغيب المشهد الواقعي وتبقى ايقاعاته اللونية الدالة عليه. هكذا يظهر الحوار اللوني العفوي كإيقاع موسيقي بصري مقروء بالعين وهذا الايقاع يتماهى الى درجة الغياب والتلاشي مع الوان المشهد المحلي المشرع على النوع والوهج والشمس الساطعة في شرقنا العربي.‏