حوار اللون والجمال والتقنيات
ملحق ثقافي الثلاثاء31/1/2006 عبد الله أبو راشد " بيت ماما سعاد" هي اسم لصالة خاصة جديدة لعرض مُنتجات الفن التشكيلي في الأحياء الراقية من مدينة دمشق"أبو رمانة"،
والتسمية تعود لسيدة دمشقية فاضلة"مرحومة" كانت تسكن ذالك المكان ومنسوب إليها كنوع من الوفاء والتكريم. اجتهدت إدارة الصالة في جمع مجموعة من الفنانين التشكيلين لإقامة باكورة معارضها وهم: (زهير حسيب، عتاب حريب، علي الكفري، ماريو موصلي، محمد غنوم، محمد وهيبي، نزير إسماعيل) في مدارسهم الفنية وخصوصية أساليبهم وتقنياتهم، وذلك اعتباراً من 28 كانون الثاني ولغاية 7 شباط 2006. المعرض شمل نحو ثلاثين لوحة فنية تشكيلة ذات نكهة تصويرية وحفرية محمولة على جدار، تُبرز أساليب الفنانين الاعتيادية في خصوصيات تأليفهم البصري لمفرداتهم التشكيلية وتقنياتهم المشهودة مصحوبة بإضافات جديدة تحمل في طياتها مسالك البحث والتجريب والتنقل المريح ما بين مرحلة فنية وأخرى، ولا تخرج تلك التجارب عن الاتجاهات التعبيرية المعروفة والموزعة ما بين المحاكاة الواقعية للمناظر والأحياء الدمشقية والمعالم السياحية السورية عند الفنان "موصلي". ولا تغيب مساحة المكررات اللونية الحركية والمقدرة الخطية لمكونات التشكيل الحروفي لدى الفنان "غنوم"، وكذلك الأمر بالنسبة للفنانة "حريب" التي اقتصرت مواضيعها على الورود والأزهار في حركة عفوية وامتدادات تعبيرية تجريدية. والأمر ذاته بالنسبة للفنان "إسماعيل" في وجوهه التعبيرية الخارجة للتو من مختبر تجاربه اللونية ومعاناة شخوصه المحملين بكل هموم الدنيا بنكهة تصويرية متناسلة من نزق الأطفال في لحظة هروب تعبيرية عاجلة. بينما حاول "الكفري" أن يخرج عن سربه المعهود في صياغة لوحاته وغدت نصوصه أكثر سذاجة وصفيّة. أما الفنان "وهيبي" الذي غداً أكثر حرفية في ميادين إنتاجية لوحاته الخارجة من عباءة الفنان "مصطفى الحلاج" ومن واحة فن الحفر اليدوي المباشر المحمولة بخصوصية التأليف البصري والتقني والمشمولة في نهاية المطاف بنكهة الفنان الفكرية والجمالية ومقدرة الفنية على تقديم أشياء لافتة وجديدة. أما الفنان "حسيب" الذي كان أكثر وثوقاً بأسلوبيته التعبيرية واشتغاله التقني على سطوح الخامة في ملونات ورموز وشخوص موزعين في حيز كل لوحة مشدودين إلى فضاء الجزيرة والشمال السوري والبيئة الفلاحية المليئة بعفوية الناس وصفاء اللون وأناقة اللمسة التعبيرية ذات اللمسات التجريدية التي تجعل للمساحات الهندسية والترتيب الوظيفي للخطوط والملونات وعناق الفكرة الجمالية والاشتغال التقني واحة مريحة لعين وعقل المتلقي ومساحة لتأمل مُعمق وطويل.
|