أحلام خارجة عن القانون
ملحق ثقافي الثلاثاء31/1/2006 توفيـــــقة خضــــــور حب من طرف واحد قرأ ما قاله (برناردشو) بصوت مسموع: (تعرف أنك عاشق، عندما تبدأ بالتصرف ضد مصلحتك الشخصية) تنهد بحب وقال: بلى.. أنا عاشق إذن حتى النخاع... عاشق لك يا وطني.. وأراد أن يقفز فرحاً بحبه، ويطير زهواً بإنتمائه...
لكنها الأقدم الذاوية خذلته.. والجسد الهزيل خانه.. انكمش مهزوماً وتمتم: لكن يبدو أنه حب من طرف واحد. خيــــــبة خاطبته والدموع تترقرق في عينيها: معك تعلمت فنون الحب... وعشت جنونه... ومعك أتقنت الترجل عن عرشه وفقدانه، والعيش خاوية مهزومة من دونه.. فربت على كتفها بتعال وقال: إذن أنا أشبه الوطن بامتياز. ثقـــــافة في ختام المهرجان الثفاي الكبير، تهادى الأدباء والنقاد مطبوعاتهم، واجتهد كل منهم ليكتب للآخر إهداء على الصفحة الأولى، ينم عن عميق احترامه لعبقريته وشخصه. في اليوم التالي لم يستطع الموظفون استعمال مصعد البناء، إلا بعد استدعاء المستخدمين لإخلائه من كومة الكتب التي تعج بالتواقيع البراقة. فــــــن أصابه الهزال والشحوب، وخبا بريق عينيه، فقد كان يعبر عن استيائه واستنكاره لهذا الهبوط المريع في الأغاني العربية (أو المعربة) المعارة، بتحرم كل سلعة يرد ذكرها في تلك الأغاني، حتى خلت مائدته من الكثير من الفواكه والخضروات.. وخوفاً من دخول حاجات جديدة قائمة المحرمات، هجر التلفاز إلى الكتاب، صفعه قول فيلسوف الصين كونفوشيوس: (الخير شديد الصلة بالموسيقى والغناء) ضحك... ضحك حتى فاضت دموعه.. ونزف بمرارة وعيناه تمسحان مائدته الخاوية: الآن أدركت من أين يأتينا كل هذا الخير العميم. يقــــظة أحست باليباس يغزو كيانها، وبالجليد يسطو على عالمها، فلم يعد يطربها نوح ولا بوح.. استبد بها الخوف وتمتم قلبها مذعوراً: رباه إن كان هذا هو الموت - وأظنه كذلك- فامنحني دفقة من حياة، أعطني فرصة أخرى، وأعدك أن أحصن قلبي بالحب، وأدين به وأعلي راياته.. وعندما أنهت ابتهالها خيل إليها أن أقزاماً مشوهة تنسل هاربة عبر مسامات روحها.
|