وكسَتْ سناها بردة الخيلاءِ
أرخت ذيول الحسن يجلو برقها
ليلَ الظلام بثغرها الوضاءِ
عاينتها بالنور لالوناً لها
إلا كبحرٍتحتَ سقفِ سماءِ
قالتْ تموتَ منَ الغرامِ بحسرةٍ
لولاتقاومُ شدة الإغراءِ
والخصرُ شبه أساورٍ مصفوفةٍ
تمشي برفقٍ مشيةَ العذراء
وقوامُها فاقَ النخيل بساقةً وشفاهُها
مثل الظبى اللمياءِ
ففضفضتُ مثل المستحي من قولها
والقلبُ ذابَ بحسرةِ الحسناءِ
مدت إليَّ بكأسها فرددتُها
متذرعاً بشرائع النبلاءِ
حتى إذا ثملتْ وكلَّ لسانها
غنت ببعضِ مناشدِ القدماءِ
ما كلُّ منْ وصفَ الجمالِ من الهوى
فالحبُّ بعضَ مناقب الحكماء
سارت بجارح رمشها المتكسر
فأضاء بدرجبينها المتنور
واستقبلت شمس الأصيل بثغرها
فتقابلا بدراً ببدرٍمزهر
حملت بمبسمها البهيِّ وأشرقت
عن طلع رمانٍ ورَوض مقمرِ
رنت خلاخلها بباطن ساقها
فاهتزَّ ناحل خصرها المتزنر
وتطوقت بالجيد سمط قلائد
تعلو على النهدين خوف تحدر
مقلٌ تحاكي في المهاة حوارها
وقوام فرع كالغزال النافر
تهدي لشمس الكون صورة وجهها
وتعيد بدرالحسن تاج المرمر
لاتقدر الأوصاف تجمع حسنها
فالعين تعطي حدّ عجزالمبصر
كثرالحديث بحسنها لما بدت
فالقلب يصدق والنواظر تفتري