سيدة الياسمين
ملحق ثقافي الثلاثاء31/1/2006 مامـــــد شيـــــخو قالت بصوت ناعم: - أنا دمشقية!
وانسلت من أمامي كياسمينة دمشقية تاركة وراءها عطرها وعبقها. وبعد يومين سألت عنها فأخبروني أنها قد عادت إلى دمشق. «ليتها تركتني كما كنت وحيداً أمجد تراتيلي التائهات وأنكرها غارقاً في يم الشعر أصغي لنشيج الحروف على عتبات الرحيل أندي أجفان الليل برذاذ الضراعة. ليتها تركتني متكئاً على خاصرة الوهم أودع أنفاسي جعبة الضباب المسافر أتزمل غمامة الصمت أصطلي بجذوة الأمل المهترئة. لكنها تفتحت أمامي مثل زنبقة خجلى على صدغيها موسقة الحسن أيقظت الألحان في وتر الحب. هزت فينا ضفائرها غصون الأماني. فانفلت مني لجام القلب علقت روحي على تجاعيد الضياع ثم تركتني». هكذا كنت أحدث نفسي وأنا في طريقي إلى دمشق فلم أكن أحتاج إلى الكثير من التفكير للحاق بها. فأنا أكره أن تكون كتاباتي خالية من رائحة الليل والياسيمن. طوقتنا رائحة الياسمين وأخذتني من يدي ورحنا نجوب حواري الشام مفعمين بأريج الأزاهير والخضرة شعرت بسعادة خرافية وأنا أرقب غصون الشعر ترتعش هنا وهناك في مسارح وجداني والحروف تستفيق على رائحة الأنثى وعبق الياسمين، وروحي النشوى شعرت وكأنها تلهو حرة خلف قباب السماء.
|