تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلع الكمالية تلتهم دخل الأسرة

اقتصاد منزلي
الاثنين 23-12-2013
وفاء فرج

ترتبط انماط الاستهلاك في الاسرة ولدى الفرد في الدول النامية ومنها سورية حسب نوعية المجتمع فيما اذا كان استهلاكيا ام منتجا حيث نجد ان اكثر الدول النامية هي سوق للدول الاكثر تطورا اقتصاديا وبالتالي ترتبط العادات الاستهلاكية لدى الاسرة بكل شيء جديد تصدره الينا المجتمعات المتقدمة

فعلى سبيل المثال نجد ان الاولاد في الاسرة السورية كلما دخل جيل جديد من الموبايل تجدهم رغم امتلاكهم لأجهزة الموبايل يشترون الجديد ليواكبوا الجديد في عالم الموبايل‏

وكذلك في عالم الكمبيوترات وغيرها من التكنولوجيا الحديثة وبالتالي هذا يساهم في زيادة الانفاق في الاسرة بالإضافة الى ان ربة الاسرة لديها تطلعاتها حسب الموضة الجديدة حيث لم تعد تقبل بجهاز التلفزيون العادي وإنما تريد شراء تلفزيون شاشة وكذلك براد يتمتع بمواصفات تختلف عن الذي تمتلكه وقس على ذلك امور كثيرة ادخلتها المجتمعات المتقدمة الى بلادنا والمواطن لا يجد بدا من متابعة كل شيء جديد الامر الذي زاد من الاعباء المالية على الاسرة,‏‏

‏‏

وبالتالي هل اصبحت الاسرة السورية ضحية التطور التكنولوجي ام ضحية الكماليات والمظاهر التي تنم على الرفاهية المترفة سؤال طرحناه على بعض السيدات اللواتي اجبن بالقول :‏‏

بأنه دخل الى حياتنا الاجتماعية عادات وتقاليد استهلاكية دخيلة ابتدعها الغرب وفرضها نهج اقتصادي همه الوحيد تحقيق الكسب على حساب مصلحة الشعوب وهذا ما يؤكد على دور الاباء وأفراد المجتمع في الحفاظ على عاداتنا الجيدة ، وتنميتها في نفوس اولادنا ، وإن هذه العادات الدخيلة تلازمنا في كل سلوك استهلاكي وحتى الضرورة في ظل هذه العادات باتت كمالية ورفاهية مثلاً جهاز الموبايل كتقنية جداً ضرورية لكن شبابنا انكب على اتباع الموضة فالتغيير مستمر في الشكل والتقنيات واللون وغير ذلك، والاهم من ذلك عاداتنا الاستهلاكية السيئة في مأكولاتنا مثل إعداد الطعام بكميات قد لا تستهلك الأسرة نصفها،‏‏

وأود القول إنه بالمقابل ثمة عادات جيدة يفضل التمسك بها مثل حفظ المواد الغذائية على طريقة المونة وعلى الأخص بالطرق الطبيعية التي كانت متبعة من قبل ما يساعد على توفير وتأمين المادة الغذائية في غير موسمها من دون أن نضطر لشرائها بأسعار مضاعفة في غير موسمها‏‏

وتقول اخرى ان العادات الاستهلاكية بالفعل تغيرت بتأثير التبدل الذي شهدته مجتمعاتنا، وتتفاوت درجة هذا التأثير بين مجتمعاتنا المدنية والريفية، حيث غلب اقتناء الكماليات على الضرورات وقد أخذ الإعلان دوره في تعزيز هذه العادات وكذلك انتشار ظاهرة التقسيط أخذت دورها والمهم العمل على تنشئة الجيل على العادات الجيدة بدءاً من ألأسرة فأنا كأم لا أعوّد ابني على شراء المشروبات والعصائر الغالبة فيها الملونات والصبغة بإمكاني شراء البرتقال وعصره يدوياً وتقديمه لطفلي بدلاً من ذلك، دائماً أبحث عن الغذاء الصحي مشيرة الى ان الكماليات زادت كثيرا من مصروف العائلة وفي بعض الاحيان انهكتها لدرجة ان بعض الاسر تستدين لتحضر لأبنائها كل ما يريدونه من سلع كمالية جديدة‏‏

وعن هذه الظاهرة يؤكد خبراء اقتصاديون ان العادات والتقاليد تستهلك العديد من مفردات اقتصاد المجتمع، فالنمط الحياتي من الإسراف والبذخ وبالنزوع المتباهي بالاستهلاك إلى حد التبذير، الذي أصبح من العادات التي تمارس تلقائياً دون كثير من التنظيم لشؤون حاجة البيت ومستقبل الأسرة والمجتمع وهذه العادات مكتسبة إلا انها حملت الاسرة نفقات اضافية تفوق قدرت دخلها وجعلت رب الاسرة ضحية التطور التكنولوجي .‏‏

وبين الخبراء أن لكل مجتمع ثقافته وحضارته ذات الطابع الخاص به، وهذه الثقافة تتشكل عبر مئات السنين وتشكل شخصيته بالمقارنة بالمجتمعات ألأخرى فثقافة وحضارة المجتمع هي مجموعة القيم والعادات والتقاليد والمعتقدات السائدة، والحضارة تتكون من عنصرين معنوي ويتمثل في قيم المجتمع وعاداته وتقاليده ومعتقداته والعنصر الآخر مادي يتمثل في الناتج المادي لأفراد المجتمع ويؤدي التفاعل المستمر بين المجتمع والفرد إلى تشكيل تفضيلات الفرد الشرائية والاستهلاكية بصورة تتلاءم مع القيم الجوهرية للمجتمع فتتحدد تبعاً لذلك أنواع المنتجات التي يسمح المجتمع بشرائها واستهلاكها وتتمتع هذه القيم الجوهرية للمجتمع بالإلزام حيث لا يستطيع أي فرد أن يحيد عنها، وقد تتغير بعض المفاهيم المجتمعية لتأثير الثقافة، وهكذا نرى أن قيم المجتمع ومعتقداته وعاداته وتقاليده في السلوك العام لأفراده تشكل سلوكهم الشرائي والاستهلاكي من عدة جوانب أهمها التطبيع الاجتماعي للفرد والذي له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي ولهذا كان الاهتمام بمراقبته وتوجيه سلوكه حتى يشارك في تنظيم الاستهلاك فالتنشئة الاجتماعية من حيث المعلومات والبيانات المتعلقة بترشيد الاستهلاك والمستهلك بالدرجة الأولى ليست فطرية إنما هي مكتسبة, ومن ثم لابد من دراستها وممارستها وربطها بجوانب الحياة اليومية, ثم إن عادات الاستهلاك وتقاليده الموروثة هي التي يعتز بها لأنها تحدد معالم شخصيته ومنها العادات الغذائية التي يتصف بها المجتمع العربي، والتي ينبغي تخليص الأفراد منها كشراء وإعداد كميات كبيرة من الطعام فقد يكون عدد الأسرة خمسة أشخاص ويعدّ الطعام لسبعة أشخاص إلى جانب العادات الخاطئة في الحفلات والمناسبات وشراء الجديد في عالم الموبايل والأجهزة الالكترونية وغيرها .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية