خبأت جوعي وعطشي وتعبي وأسندت آهاتي على صخور الجبال والوديان التي لاتشبهك في شيء وإذا برمالك وجذورك تعيدني إلى حضن أشجارك وتنفس اوكسجينك الذي يشفي من العلل والأسقام...
همست في داخلي وأنا التائهة في بحر الإغراءات الحالمة بلا قرار، والمقبلات الفاسدة المقدمة بألوان من كل غرف الأدمغة السرية ومواد المطابخ المنتهية الصلاحية..وتساءلت لبعض الوقت ماحجم الوهم الذي يسوقونه لنا ..ومابعد السراب الذي لن تطاله أحلامنا خارج حدود بلدنا رغم مايبدو انه قريب ومضيء وتحسب أنه بجانبك....
هو الوهم أيها السوريون الحالمون برغد العيش وهناء المعشر.. انه ستار الغشاوة التي أرادوها أن تبقى كالرمد على العيون ..إنه الخداع في البصر و البصيرة والرؤى والأفكار ..هو التشويش في حقيقة المعدن السوري الأصيل الذي يختلف عن جواهر الأرض كلها باطنها وظاهرها..
هو الموت المستقطع الطويل الأجل أراده الأعداء مرافقا لنا في ديارنا يقتحم هدأة سكينتنا بكل الأشكال والألوان متى يشاء وكيفما يشاء ، لايهمم موت أي منا أكان بطريقة تجويعنا وحصارنا أم كانت بقذائف الموت الحاقدة ، أم بمدافع جهنم المريبة بأطنان المفخخات ،أم بغرامات العبوات الناسفات...
لايمهم كل من يشن الحرب والعدوان على أرضنا وينتزع من فضائها سر وجودنا وعظمة تاريخنا وحضارتنا وإنجازاتنا...مايهم هذا العدو من أجنبي صاحب خبرة في طرق الاستعمار والاحتلال ومستعرب صاحب خبرة عريقة بالعمالة والخيانة والنفاق ..
أن تدمر أيها السوري وتحرق وتغرق وان تبدل جلدك الوطني والحياتي الأصلي وأن تغادر معشر الإنسانية التي أهديتها للعالم وألا تقول لا للظلم والعدوان ومشاريع التآمر..أن تصبح متناثراً في كل أرجاء المعمورة ضائعاً بين اللغات والتبعات والأحقاد..فهل تدرك أيها الواهم حقيقة أصلك وفصلك وعظمة بلدك ..