وقال بلانشار المؤسس المشارك في الجمعية الفرنسية لاغاثة مسيحيي الشرق التي أنشئت عام 2013 في مقابلة نشرها موقع مرصد الصحفيين ووسائل الاعلام (أوجيم الفرنسي) حملت عنوان وسائل الاعلام الفرنسية.. تعمل حسب الاوامر.. منذ بداية الحرب على سورية كانت وسائل الاعلام الفرنسية تتماشى مع السياسة الخارجية لفرنسا وتنقل الاخبار دون أن تتأكد من حقيقتها فعلا لافتا إلى تجاهل هذه الوسائل للاخبار المقدمة من الوكالة العربية السورية للانباء سانا مضيفا يجب أن نكون واضحين.. كانت وسائل الاعلام الفرنسية تتلقى الاوامر في القضية السورية .
وتابع بلانشار: ذهبت إلى سورية للمرة الاولى في عام 2013 وكانت الحرب مستعرة في عامها الثالث ولم تكن صورة سورية كما تحدثت عنها وسائل الاعلام الفرنسية اذ فوجئت بحالة البلاد فكنت أتوقع أن أرى دمشق مدمرة بالكامل ولكنها لم تكن كذلك وعموم البلد في حالة ممتازة والحياة مستمرة بشكل طبيعي بينما صورت لنا وسائل الاعلام الفرنسية أن الجيش السوري فقد السيطرة على كل شيء وأن الشعب بكل فئاته ضد الحكومة غير أن ذلك لم يكن صحيحا وجدت بالطبع بعض المعارضين السوريين ولكن معظم الشعب كان يدعم الحكومة والجيش.
واستغرب بلانشار تركيز نشرات الاخبار الفرنسية على نقل تصريحات شخصيات مما يسمى المرصد السوري لحقوق الانسان قائلا ان تصريحات هذه الشخصيات احتلت الاولوية في نشرات الاخبار المتتالية على وسائل الاعلام الفرنسية مع العلم ان تلك المنظمة تتخذ من لندن مقرا وهي تابعة لجماعة الاخوان المسلمين الإرهابية وهي في حالة تمرد مفتوحة.
وكان الباحث الفرنسي فابريس بالانش مدير مجموعة الابحاث والدراسات حول البحر المتوسط والشرق الاوسط اعرب في وقت سابق عن استغرابه من قيام وسائل الاعلام الفرنسية ولاسيما وكالة الصحافة الفرنسية بنشر الاخبار التي يوردها ما يسمى المرصد السوري لحقوق الانسان حول الاحداث الجارية في سورية بشكل حرفي رغم أن المعطيات تثبت أن المرصد ينشر معلومات تتناقض مع ما يجري على أرض الواقع متسائلا لماذا لم يسال أحد المرصد عن مصادره أو عن طريقته في نقل الاحداث رغم وجود مركزه في العاصمة البريطانية لندن مؤكدا أن اغلبية وسائل الاعلام الفرنسية والامريكية منحازة في تغطيتها للاحداث الجارية في سورية كونها تأخذ وتعيد نشر ما يذكره المرصد حرفيا .
واكد بلانشار في المقابلة ان الشعب في سورية يدعم الجيش السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية مشيرا إلى ان جزءا كبيرا من سكان سورية يعيشون أمس تحت حماية الجيش ويشعرون بالاطمئنان له ويدعمون الجيش في تصديه لعنف وتطرف تلك التنظيمات الإرهابية وقال: ان الحياة لا تزال طبيعية في كل جزء تقريبا من سورية الا ان وسائل الاعلام لا تتحدث أبدا عن ذلك .
واوضح بلانشار ان هناك تلاعبا في اخبار وسائل الاعلام الفرنسية حيث كانت تنقل تصورا خاطئا وكاذبا عن الجيش السوري باتهامه بقتل مدنيين في وقت صمتت تلك الوسائل عن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت وتستهدف المدنيين كما هو الحال يوميا تقريبا في حلب ودمشق .
واشار إلى ان السوريين يتحدثون عن الاختيار بين الحضارة والظلامية وقال ان السوريين يريدون السلام ويرفضون رفضا قاطعا وحشية تلك التنظيمات الإرهابية.
وفي رد على سؤال حول توقعات السوريين التي لا تتابع وسائل الاعلام الفرنسي قال بلانشار: انهم يتوقعون شيئا واحدا هو السلام وانهم بالتالي ما زالوا يتمنون أن تعي الحكومات الغربية المعارضة للدولة السورية أن سورية تكافح الإرهاب .
وتحدث بلانشار عن تغير في الاعلام الفرنسي طرأ اخيرا وحديثا وفي صيف العام الماضي معتبرا ان التغير الاول بدأ في المفردات حيث بدأنا نسمع الحديث عن سورية وليس مجرد النظام ولافتا ايضا إلى ان وسائل الاعلام الفرنسية بدأت في صيف 2014 بمناقشة الفظائع التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية وأخذت أخيرا بعض وسائل الاعلام في جزء منها موقفا ضد الاصوات الخادعة والمتلاعبة لتترك مجالا لتصوير الحقيقة على الارض .