ماذا نريد لهذا الطفل أن يكون وما هي مؤهلاته في المستقبل تقوم جمعية الرجاء للمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة مشروع تطوير الأداء استكمالا لخطوات كبيرة قامت بها منذ تأسيسها عام 1990 حتى الآن.
التعليم الإفرادي
الجمعية تفتح أبوابها لجميع الأطفال المعوقين ذهنياً وذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى القطر ككل وحسب ما أفادنا الدكتور عمار مدير المشروع الحالي أن الهدف الآن هو إعادة هيكلية الجمعية لمواجهة التحديات المعاصرة قائلاً: إن الجمعية تتبع أسلوب التعليم الافرادي المكثف لمعالجة الاختلالات الوظيفية ،الثقافية، السلوكية، الاجتماعية واختلالات النطق ضمن بيئة آمنة صحية ليكون هؤلاء الأشخاص المعوقون أعضاء فعالين في المجتمع.
هذه هي مهمة المشروع، أما الرؤية فهي التغيير الايجابي في حياة المعوقين من خلال تأمين التعليم والتدريب وتطوير البيئة التشريعية والاجتماعية والعملية المحيطة بهؤلاء الأطفال ومتابعة أوضاعهم حتى بعد التعليم والتأهيل.
ويؤكد أن مشروع تطوير الأداء ضروري لأنه استثمار في البشر ومواكبة للتطورات التقنية اليومية التي تحدث في الدول الأخرى، وبالتالي وجودنا هنا من أجل تحقيق هذه المهمة وماذا نريد أن نصبح بالمستقبل.
في رحاب الجمعية
من خلال الجولة الميدانية داخل الجمعية التقينا مشرفة الأنشطة السيدة ايمان الصالح التي أكدت ضرورة توفر الوسائل الترفيهية والموسيقية المختلفة لإيصال المعلومات إلى الأطفال حسب اختلاف اعاقاتهم، ففي قسم الأنشطة يوجد مسرح وفيديو وألعاب مختلفة وهناك مدرسات يعملن مع الأولاد ويقمن بكتابة المسرحيات والقصص التي تنفذ والبرامج على حسب المعلومة التي يجب ايصالها.
وقالت: إن ذلك يفيد الطفل بشكل كبير وباعتباري مدرسة موسيقا أعرف كيف يتمتع هؤلاء الأطفال بالموسيقا ويحصلون على المفاهيم التي نقدمها لهم بسرعة أكبر من خلال أغنية بسيطة رغم أن الأعمار الموجودة مختلفة فهي من 3 سنوات حتى 16-18 سنة.
السيدة حنان شيخ الأرض مدرسة النطق بالجمعية وأم لطفل معوق قالت: بدأت رحلتي مع هذا العمل الطوعي منذ عام 1999 أي من لحظة دخول ابني إلى هذه الجمعية وكرست دراستي للغة العربية والدراسات الاسلامية لتعليم الأولاد النطق واخراج الحروف ومهارات اللغة والتواصل والتكيف الاجتماعي.
وحول سؤالنا كيف تعاملت مع طفلك المعوق وماذا تقولين للأهالي الذين لديهم أطفال معوقون؟ قالت: عندما أخبرني الطبيب أن طفلي يعاني من داون سيندروم لم أكن أعلم شيئاً عن هذا المرض فطلبت منه نشرات عن هذه الحالة لكي أستطيع تنمية قدراته وخضعت لعدة دورات في مجال التطوير اللغوي والتقويم النطقي حتى لم أجد صعوبة في تعاملي مع طفلي ومع الأطفال الآخرين المتواجدين في الجمعية.
وأنا الآن فخورة بابني الذي وصل إلى مرحلة البطولة الخاصة بالكاراتيه والسباحة وحصل على عدد من الميداليات الذهبية ومن خلال تجربتي أقول للأهل الذين لديهم طفل معوق أن يصبروا عليه وأن يضع أمامهم هذه الأبيات من الشعر:
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
وأصبر حتى يأذن الله في أمري
وأصبر حتى يعلم الصبر أني
صبرت على شيء أمر من الصبر
رعاية متكاملة
والتقينا أيضا المشرفة الاختصاصية أمانة باكير التي أشارت أن عدد أولاد الجمعية حوالي 135 طفلاً تقدم لهم رعاية كاملة متنوعة ولكن معاناتنا تكمن مع بداية دخول الطفل وعدم تقبل الأهل لوجوده لديهم وخاصة الاعاقات الذهنية فهي بمثابة صدمة لدى الأهل.
وقالت: نحن نعمل منذ البداية على مساعدة الأسر على تقبل الحالة وكيفية التعامل معها ونقوم بدراسة واقعية لكل طفل لتقديم الحاجات المناسبة له.
وفي الواقع يوجد أطفال تطوروا سلوكياً واكاديمياً وتخرجوا إلى مدارس الدمج وبعضهم تخرج إلى مدارس مهنية أو للعمل في مهنة.
أما احتياجات الجمعية فهي تكمن في حاجتنا لتقديم الدعم المعنوي والمادي لتوفير الوسائل التربوية والتدريبية.
نعلّمهم مهناً مختلفة
طبعا الجمعية فيها أقسام متنوعة بحسب الاعاقات وصفوف التعليم والأعمار والمهن، وفي هذه الأقسام المهنية التقينا المدرسة هانية سمور حيث كانت مشغولة مع الأطفال في التحضير للفقرات التي ستقدم في الاحتفالات الخاصة بنهاية العام وتحضير الملابس والوسائل التي سوف تستخدم مشيرة إلى أن الأولاد مبدعون في مهنة الخياطة وبخاصة استخدام إبرة اليد وهناك أطفال قدموا لوحات فنية يختلط فيها الرسم مع الأشغال والكتابة.
أما الآنسة ايمان شموط وهي معلمة صف أكاديمي من 14 سنة وما فوق فقد أكدت ضرورة الدفع المعنوي للأولاد وأنهم يستطيعون انجاز الفقرات الموسيقية والغنائية والحركات بشكل جيد جداً نتيجة التدريب المستمر والتنبه فلا شيء مستحيلاً مع الإرادة.
حق التعلم
ومن جانبها تحدثت المدرسة يسرى تميم إلى صعوبات التعلم الأكاديمي في القراءة والكتابة بأنها تبدأ بتهيئة الطفل لمسك القلم وطريقة رسم الحروف وتحتاج لتعاون من الأهل وإلا فإن الطفل يتأخر كثيراً وبخصوص المنهاج قالت: هو منهاج التعليم الأساسي لصف الأول والثاني وهناك امتحانات نظامية واملاء ورياضيات وغيرها وعندما ينهي الطفل الصف الأول بكل مفاهيمه ينتقل إلى الصف الثاني.
ومن أقسام التأهيل المهني كان لنا وقفة قصيرة مع المدربة ايمان طالب والمدربة بثينة مرعي في إشارة إلى أن الأعمار في التدريب المهني تبدأ من 10 سنوات وما فوق والبداية تكون بتعليمهم حركات الأيدي والليونة وتحضير المواد المستخدمة، أما المهن فهي مهنة الشك والصوف، أعمال النول، وأشغال الخيش والكنفة وغيرها وهي للفتيات أو الذكور الذين يصلون إلى مراحل يفقدون القدرة على الاستمرار الأكاديمي فيحول الطفل إلى المهني مع استمرار تذكيره بالقراءة والكتابة.
40 طفلاً مشاركاً
وحول مشاركة الجمعية في الدورة السابعة للأولمبيات الخاصة أكد الأستاذ أحمد ياسين الصباغ مدير الجمعية أن الأطفال في كل عام يشاركون بهذه الأولمبيات وهي تقام على مستوى منطقة الشرق الأوسط وهذه الدورة الأسيوية ستتم في سورية لذلك حددنا الصعوبات التي قد تواجهنا وإمكانية المشاركة بأكبر عدد ممكن من الأطفال وأن يصل العدد إلى 40 طفلاً على الأقل باعتبار عدد الألعاب هو 15 لعبة.
قائلاً: إذا ما تم تدريب هؤلاء الأطفال بشكل جيد سوف ينالون أرفع الأوسمة ونرجو الله أن يوفقنا بهذه الأعمال.