يترك أولاده لتأمين حياتهم بدلاً من البقاء إلى جانبهم ومن إحساسه بالسعادة وهم ينمون أمام عينيه .
وعندما تتاح الفرصة له ليعود إليهم يكون قد فات الآوان وكما يقول المثل «اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب»فيصطدم بضياع أولاده ، ويكتشف الحياة من جديد فيعي ويدرك تماماً قيمة اللحظة إلى جانب الأسرة وتصبح الحقيقة واضحة أمامه فلايرى وراءه إلا طريقاً مظلماً لم يعرف فيه مناطق النور، وعندما يضع يده عليه يكتشف أن الموعد قد فات.
وفي حياتنا فرص عديدة للسعادة أهمها التواصل مع العائلة ومع الأهل ومع الأصدقاء تضيع تلك الاهتمامات عندما نترك نفوسنا في دوامة الغضب والسخط ممن حولنا لأسباب تافهة فننتقم منها، ولانعلم أننا ننتقم من أنفسنا أو أننا نترك حجماً للسواد في داخلنا يجعل كل ألوان الحياة لوناً واحداً قاتماً يحجب عنا أشعة الشمس، إن قضية بحث الإنسان عن نفسه وبحثه عن السعادة أزلية حينما تكون السعادة وأسبابها بسيطة جداً تنبع من صفاء النفس ونقاء العلاقات، ولكن الإنسان لايدرك ذلك ولايعرف أن التعاضد بين الأسرة والأهل والعلاقات الجميلة التي تجمع الأصدقاء وصروح التكافل والتراحم، ووقوفهم بجانب بعضهم بعضاً ومد يد العون وهي قيم غيبها الكثيرون ولم نعد نراها أبداً..
فأصبح الابن بعيداً عن أهله والأخ غريباً عن أخيه والصديق غادراً لصديقه......