تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


3000 قطعة أثرية في تل الأشعري.. في موسم التنقيب الثاني عشر عام 2010

مراسلون
الأحد 4-7-2010م
جهاد الزعبي

عثرت دائرة آثار درعا مؤخراً على 3000 قطعة أثرية قيمة مابين فخارية وبرونزية وأحجار كريمة في مجموعة من المدافن الأثرية في موقع تل الأشعري غرب طفس 5كم. وقد قام فريق العمل بإجراء بعض الأسبار في الموقع، حيث تم العثور خلالها على 16 مدفناً تؤرخ لفترة عصر البرونز الوسيط ،

وفي نفس الموقع تم العثور على خمسة مدافن تؤرخ إلى العصر الروماني. وذكر الدكتور محمدخير نصرالله مدير آثار درعا أنه تم تشكيل بعثة أثرية من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف مشكّلة من الآثاريين: قاسم المحمد وأيهم الزعبي ومحمد العيشات والرسام فايز عياش لكشف الموقع وتوثيقه وقد استمر العمل مدة أربعة أشهر خلال الفترة ما بين 27/1/2010 ولغاية 31/5/2010حتى انتهت الميزانية المرصودة لذلك .‏

وذكر الآثاري قاسم المحمد رئيس بعثة التنقيب أن الحفريات الأثرية التي بدأت في تل الأشعري في عام 1998، قد سلطت الضوء على أحد التلال المهمة في جنوب سورية المؤرخة إلى فترة البرونز الوسيط، التي يمكن ربطها مع حضارات الشرق القديم في سورية القديمة، ويمكن مقارنتها من خلال المكتشفات الأثرية الحديثة مع المواقع التي يتم التنقيب بها حاليا، مثل تل سكا في حوض دمشق وموقع تل دبة وموقع المتونة في السويداء، وتل الطيبة على وادي الزيدي في درعا، وغيرها الكثير. أيضا إحدى أهم المدن العشر في جنوب سورية التي يعود تأسيسها خلال القرن الثاني قبل الميلاد تقريبا، فقد مر ذكرها في العديد من المصادر التاريخية، النقوش الكتابية، والمسكوكات.‏

وأكد الآثاري محمد العيشات إن المجموعة الكبيرة من البقايا الأثرية المتناثرة من الفترة الكلاسيكية والظاهرة على تل الأشعري تؤكد أهميته في تلك الفترة. وذلك يتضمن بقايا معمارية، مثل حجارة بناء وتيجان أيونية، ويوجد مسرح صغير بقطر 20 متراً، قريبا من الحافة الغربية للتل متوجها نحو الجهة الجنوبية الغربية.‏

موسم 2010‏

يقول الآثاري أيهم الزعبي من بعثة التنقيب: إن الطبيعة الجغرافية لموقع مقبرة مدينة تل الأشعري الواقعة إلى الشرق من التل بحوالي 400م، خلال عصر البرونز الوسيط، يشير إلى أنها بقيت مقبرة حتى خلال العصر الروماني، وهذا يؤكد أن المقابر يمكن أن يبقى مكانها على الرغم من الفارق الزمني الكبير، وهو مشابه إلى حد كبير موقع المتونة، حيث وجدت طبقات من العصور الرومانية والبيزنطية وتمتد المدافن التي تعود إلى فترة البرونز الوسيط خارج حدود البلدة القديمة. من جهة أخرى فإن التشابه الكبير بين اللقى التي وجدت ضمن المدفن مع لقى مقبرة الأشعري من حيث الأواني الفخارية ذات القاعدة المنبسطة، أيضا الدبوس البرونزي الذي وجد بأعداد كبيرة ونماذج متعددة في مقبرة الأشعري. أما الأواني الأخرى فيتميز منها الأواني الفخارية التي تعود لفترة الهكسوس والتي تمتاز بأسلوب زخرفة النماذج الهندسية والنباتية المنفذة بطريقة الوخز، حيث يمكن مقارنتها بالنماذج التي عثر عليها في مقبرة الطيبة والمؤرخة إلى فترة البرونز الوسيط. ويؤكد الزعبي إن وجود المدافن ضمن أراضٍ زراعية تتعرض باستمرار للرطوبة بفعل أعمال الفلاحة والسقاية، ، ما أثر على حفظ القطع الأثرية المحفوظة داخل المدافن، حيث كان العمل أكثر صعوبة ،ما جعل أعمال الكشف خاصة عن الهياكل العظمية المدفونة مع الأواني يشكل صعوبة بالتعرف عليها، وفي بعض الأحيان تكاد تنعدم، أيضا بالنسبة لتسرب الأتربة داخل المدافن التي كانت تملأ المدفن تماما، بحيث يمكن تقدير طبقة الدفن بحوالي 0.8 م على الأغلب، بينما يصل ارتفاع المدفن إلى حوالي 2م ، ما يشكل ضغطا بفعل الوزن على الدفائن. بعد انتهاء العمل الميداني في الموقع سوف يتم البدء بأعمال التنظيف والتوثيق والدراسة لأكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية وإعداد التقرير النهائي لأعمال الموسم الثاني عشر في تل الأشعري، حيث كرست ميزانية التل لهذا الموسم كاملة لكشف المقبرة، حيث أسفرت تلك الأعمال على كنز ثمين قد يغني الدراسات الأثارية خلال فترة البرونز الوسيط في منطقة جنوب سورية بشكل رئيسي. ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية