وكذلك باقي الدول العربية في حين تخلت السعودية طواعية عن هذه الزراعة بسبب شح المياه . كما تعد مصر واحدة من أكثر دول العالم استيرادا للقمح بنحو 6 ملايين طن سنويا رغم أنها إحدى البلدان الزراعية الأقدم في العالم، و كانت حتى عقود قليلة تصدر القمح الى أوربا. والسؤال : هل ستزداد فجوة الغذاء العربي خلال السنوات القادمة أم يمكن ردمها باستخدام الطرق الحديثة للري ولأصناف مناسبة للمناطق الجافة في ظل اعتماد الدول العربية على المطر وعدم وجود مصادر مائية كافية للري ؟
تونس قلقة هذا العام..
ولمعرفة واقع زراعة الحبوب في الدول العربية نتوقف عند مثالين الأول من تونس التي أدّى تراجع هطل الأمطار فيها إلى عجز كبير في محصول الحبوب لهذا الموسم، وهو ما سيعمّق العجز التجاري مع الخارج عند تأمين حاجيات البلاد من القمح حيث يتوقع ألا يتعدى الإنتاج حوالي 1.6 مليون طن وفقا للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وبذلك يتراجع محصول القمح بحوالي مليون طن مقارنة بمحصول العام الماضي (2.5 مليون طن)، الذي شهد ارتفاعا قياسا بمحصول عام 2008 البالغ 1.1 مليون طن. وإزاء ذلك ستستورد تونس قرابة مليون طن آخر من القمح، لتلبية حاجياتها الداخلية البالغة نحو 2.7 مليون طن وهو يتقارب مع متوسط وارداتها من القمح على مدى العشر سنوات الماضية بحوالي مليون طن سنويا حيث تعتبر تونس من أكبر مستوردي القمح في شمال إفريقيا.
السعودية : المياه بدل القمح
أما المثال الثاني فهو للعربية السعودية التي أعلنت مؤخرا أنها ستقوم باستيراد 990 ألف طن من القمح من ألمانيا وكندا، بعد أن كانت قبيل عدة سنوات تقوم بتصديره إلى عدد من الدول خصوصا العربية . وقال مدير المؤسسة العامة لصوامع الغلال وليد الخريجي ان وصول شحنات القمح سوف يبدأ في شهر تشرين الأول المقبل. يذكر أن السعودية قررت بداية عام 2008 التوقف عن زراعة القمح، والتحول إلى استيراد كل حاجاتها السنوية بالكامل بحلول عام 2016 بموجب خطة لتوفير المياه، وذلك من خلال خفض مشترياتها من القمح من المزارعين المحليين بنسبة 12.5 في المئة سنوياً ويتوقع أن تصل وارداتها من القمح إلى ثلاثة ملايين طن بحول 2016.
فجوة الغذاء 28 مليار دولار
تتوقع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن يواجه الوطن العربي فجوة غذائية قيمتها هذا العام نحو 28 مليار دولار، بعدما كانت 12 مليار دولار(عام 1997) و 19 مليار دولار (عام 2007) و25 مليار دولار (عام 2009) يضاف إلى ذلك إن الإنتاج الغذائي الرئيسي من الحبوب لا يغطي سوى 50 في المائة من الاحتياجات الفعلية للعرب. وينتج الوطن العربي أقل من 70 % من احتياجاته الغذائية، وبلغ مستوى انعدام الأمن الغذائي نسبة 5 % في كل من مصر وسورية ولبنان وليبيا وتونس ودول الخليج (باستثناء الكويت) وهي بلدان قادرة على تحقيق أمنها الغذائي، أما الأردن والجزائر والمغرب، فيبلغ انعدام أمنها الغذائي نسبةً 9 %، وتتجاوز النسبة 34 % في العراق والصومال وفي السودان واليمن، وكذلك في موريتانيا وجزر القمر. وتبلغ واردات الوطن العربى من الحبوب سنويا بحدود 50 مليون طن ومعدل استهلاك الفرد العربي من القمح 158 كيلو جرام سنويا.