تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعيداً عن الهويَّةِ المأساوية

فضائيات
الأحد 4-7-2010م
هفاف ميهوب

هناك بعض المحطات الفضائية تقوم وعلى مدى بثِّها باستقطاب وتقديم ما يصِمُها بمأساوية الهوية, لتقوم محطات أخرى بتسليط بعض الوقت على ما في العالم من مآسٍ, وفقط من أجلِ تنوُّع ما تقدّمه لا سعياً للغوصِ في مصائب العالم ومكائده..

من هذه المحطات قناة الـ (mbc) التي تسعى ومن خلال مراسليها الرابضين في كافة أنحاءِ الخبر, لاختيار ما يجعل برنامجها (mbc في أسبوع) ورغم تنوِّع فقراته, ينبش في آلامِ البشر ليمر بها علينا مرور من يريدنا أن نُستفزَّ ونقول: لله في خلقهِ شؤون.. حسبي الله ونعمَ الوكيل.. رزق الهبل على المجانين.. أين الأخلاق والضمير والدين؟.. إنها الكلمات ذاتها التي أطلقتها مقدمة البرنامج, ولدى تقديم كلِّ فقرة من فقراته, لتزيد, (وبما يتناسب مع رغبتها بألا يكون البرنامج سبباً للمزيد من يأسِ المشاهد) بـ عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة.. من جدَّ وجدْ.. العقول هي الثروة التي لا تُنهبْ ولا تزول.. وغيرها من العبارات التفاؤلية.. مثلاً.. وإذا أردنا ذكر بعض الأخبار التي اختارها البرنامج وبمساعدة مراسليه, نبدأ من قصة ذاك الرجل السعودي والتي عنوانها (ذكرياتٌ إجرامية).. إنه الإجرام الذي تلمسناه مما رواه عن زوجته الخائنة (أخلاقياً أكثر من جسدياً) والتي عانى من جحيمها ولمدةِ ثمانية أعوام وبوجودِ خمسة أطفال, ماانتهى, بحرقِ سيارته ومن ثمَّ وجهه وجسده, وأيضاً والده, وبشهادة صورتيهما والتشوّه الذي تركته آثار الأسيد على جسديهما ووجهيهما.. البرنامج وبعد أن عقَّب على الخبر أكَّده لنا بالأدلة والصور وبما يثبت أن الأحكام التي صدرت  بحقِّ هذه الزوجة المجرمة هي ما تستحقُّ وأمثالها ممن اختاروا ألا يُصنَّفوا مع البشر... فقرة أخرى ألقى البرنامج شفقته عليها, وهي حالة مشابهة للأولى مع الفرق أن المغلوب على ذكرياته فيها هو امرأة, وأيضاً سعودية. وبعنوانٍ ( مطلقة ومعلَّقة على آمال الرحمة). وتبدأ القصة من الرصيف حيث روتْ هذه المرأة معاناتها التي بدأت مذ كانت في العاشرة من عمرها وتعرَّضت لاضطهاد والدها ولمحاولة الاعتداء من قبل شقيقها لتستمر معاناتها ولاسيما بعد وفاة والدتها وزواجها من رجلٍ عاركت معه العذاب وإلى أن بلغت العقد الثالث من عمرها ليصير مأواها الوحيد الرصيف حيث المجهولُ والمخيفُ.. أمَّا الفقرة الأشد إيلاماً وتكراراً في عديد (مسلسلات الأخطاء الطبية) فهي قصة طفلة جزائرية, أخذها والديها إلى إحدى المستشفيات وبهدف استئصال لوزتيها, لتكون النتيجة فقدانها السمع والنطق والنظر ولتتنكَّر المشفى لما اقترفه إهمالها فتطلب من الأب الذي صمَّم ولايزال على مقاضاتها, بأن يأخذ ابنته لتموت في المنزل وهو ما اعتبره أفضل له ولها.. البرنامج, وكما قلنا لا يعتمد فقط على الأخبار التي تصيب المشاهد بانتكاسٍ في إحساسه, ذلك أنه ينوِّع في فقراته وبما يتأتَّى له من فقرات صحية, يقدمها كفاصلٍ أخلاقي يصدُّ اليأس عن المشاهد, ومنها على سبيلِ ما رأينا: بعض الاكتشافات الجديدة.. الأخبار النادرة والفريدة.. آخر ابتكارات الشباب أو الشابات ممّنَّ قدموا انجازات عديدة.. أخيراً. وبعد أن ينتهي البرنامج يقدم لنا صوراً خاطفة, ومن أجمل ما التقطه من العالم وعلَّق عليه بمفردات لطيفة وهادفة, ومنها : عفوية طفولية.. أطراف صناعية.. غرائب يومية.. بائعات الهوى عصافير وكلاب وقطط وحيوانات نادرة وعاشقة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية