العيد الذهبي للتلفزيون السوري !
فضائيات الأحد 4-7-2010م غسان يوسف « نحن لا نبيع الزهور» يقول أحد المفكرين لتكن إداريا ناجحا فما عليك إلا أن تفكر في الإمكانات وليس في الاحتمالات ,
فرسم الصورة الذهنية المثالية والفريدة لمستقبلك ولمستقبل مؤسستك لن يكون من خلال الحلم بل من خلال العمل والتخطيط المستقبلي , وما يواكبه من تمتعك بروح المنافسة وتقبل الآخر وتشجيع المواهب واستثمارالأفكار. مناسبة هذا الحديث هي الاستعدادات الجارية في التلفزيون السوري للاحتفال بعيده الخمسين , وقد تكون هذه مناسبة للتأكيد على أهمية ودور التلفزيون السوري وما يقدمه من برامج سياسية واجتماعية ومنوعة في التأثير على الرأي العام السوري والعربي سواء بشكل مباشر أم غير مباشر , فاختيار المواد والضيوف وطريقة عرضها كلها عناصر تدخل في بنية التلفزيون وتحدد اتجاهاته وترسم ملامحه , هذه الملامح .. التي وإن حاول البعض تجاهلها أو القفز فوقها فلا بد وأن يعي في النهاية أن لكل وسيلة إعلامية رسالة تسعى لتحقيقها وهدفاً تعمل من أجله , والخروج عن الرسالة أو الهدف ليس مضيعة للوقت فقط , إنما هو خدمة لطرف آخر ! قد يقول البعض إن التلفزيون السوري قد اختلف عن البدايات واتجه نحو التقليد وخصوصا بعد انطلاق القنوات الفضائية الخاصة التي هي في معظمها إما مجيرة لهدف سياسي واضح , أو لهدف تجاري واضح أيضا ! قد يكون هذا صحيحاً لكن الصحيح أيضا أن بعض إداريي التلفزيون السوري والعاملين فيه وقعوا في شرك التقليد , فالتلفزيون السوري بعراقته ليس بحاجة لتقليد الآخر أو التغيير من أجل التغيير , فلو قمنا بمسح لجميع المواد التي تقدمها التلفزيونات الرسمية العربية لوجدناها مختلفة عما تبثه محطات التلفزيون الخاصة , والسبب بسيط ..هو أن المسؤولية الملقاة على عاتق التلفزيون الرسمي أكبر من المسؤوليات الملقاة على القنوات الخاصة، وهذا ليس غريبا أو جديدا ! المهم أن المسؤولية الملقاة على عاتق التلفزيون السوري جعلت منه الفاضح الأكبر للعدوان الإسرائيلي على العراق ولبنان وفلسطين ( العدوان على غزة) حيث خصص التلفزيون السوري على قنواته كافة كثيرا من برامجه للأخبار العاجلة والبرامج الحوارية والبث المفتوح , ما جعله يحقق نسبة عالية من المشاهدة على الساحة العربية , فالهم القومي والوقوف إلى جانب الحق هو الأساس وما تبقى تفاصيل . وهنا لا بد أن نبارك للتلفزيون السوري عيده الخمسين الذي بدأ ومنذ بداية هذا الشهر بعرض سلسلتين من الأفلام الوثائقية الأولى , بعنوان (بداية وحكاية) تتناول كل حلقة من هذا الفيلم شخصية من الشخصيات المؤسسة للتلفزيون أو التي بدأت نشاطها في السنة الأولى من الإرسال التلفزيوني وشملت مذيعين ومخرجين ومعدين وفنانين في مجال الدراما و الموسيقا , مدة كل فيلم عشر دقائق والعمل من إعداد أحمد بوبس وإخراج منال صالحية. أما السلسلة الثانية فهي بعنوان (ماضي التلفزيون الجميل ) وهي مؤلفة أيضا من ثلاثة وعشرين فيلماً وهي من إعداد صميم الشريف وإخراج بسام قصيباتي , وفيلم عن الدراما إعداد سعد القاسم وإخراج سوزان كرم , وآخر بعنوان حكاية صورة إعداد ايمن دكاك , ومجموعة من (السلوكونات) إعداد معاذ حيدر وإخراج لؤي محمد , و(سلوكانات) أخرى بلغات أجنبية . ويستمر عرض هذه المواد حتى الثالث والعشرين من تموز الذي يصادف عيد تأسيس التلفزيون . أخيرا , مبارك للتلفزيون عيده الخمسين , ومهنة العمل التلفزيوني على الرغم من صعوبتها , فإنها تخبئ لصاحبها متعة النجاح وإسعاد الآخرين , وكما قال إدوارد جويز: « نحن لا نبيع الزهور وإنما ندل على مواضع الجمال»!
Gh-Yosef@scs-net.org
|