وألقى الرئيس الأسد كلمة أمام أبناء الجالية قال فيها.. نفخر بكم أينما حللنا وفي أي دولة نذهب اليها.. نفخر بكل الجاليات السورية لان المواطنين الاصليين في تلك الدول يتحدثون بفخر وباعجاب عن الجاليات السورية.. لانكم كجالية نجحتم بشكل خاص في أميركا الجنوبية وفي الأرجنتين وتمكنتم من اكتساب محبة أهالي هذا البلد.. المحبة الحقيقية.. وهذه المحبة الحقيقية اكتسبتموها ليس من ناحية عاطفية بل لانكم أتيتم الى هذا البلد وساهمتم في بنائه ودافعتم عنه عندما كان واجب الدفاع يتطلب هذا الشيء من قبلكم.. ولكن بنفس الوقت بقيتم ملتزمين ببلدكم عاطفيا وعمليا فشكلتم في الواقع جسرا ما بين منطقتين.
وأضاف الرئيس الأسد:لاول مرة أجتاز الاطلسي ولم أتجه شمالا ولا جنوبا بل أتيت الى هذه القارة وفعلا من فنزويلا مرورا بالبرازيل الى الأرجنتين لم نشعر منذ وصولنا الى المطار الا أننا في منطقة نعرفها جيدا.. أولا بسبب وجود الجاليات في كل مكان وخاصة في المناصب الرسمية كأي مواطن في هذه البلدان.. ثانيا لان هناك تشابها كبيرا في الطباع والعواطف بين دول الجنوب بشكل عام وهذا ما رأيته واضحا في كل مكان زرته في هذه القارة.
نريد من الجولة بناء علاقة بين دول مستقلة
وقال الرئيس الاسد: نريد من هذه الجولة على دول اميركا اللاتينية ان نبني علاقة بين دول مستقلة هي سورية و الأرجنتين والبرازيل ودول أخرى موجودة في الجنوب ونحن لدينا جسر بشري حقيقي وعلينا أن نفكر كيف نستفيد منكم كجالية لتقريب وتقوية العلاقة بين أميركا اللاتينية وسورية.
وأكد الرئيس الأسد ضرورة ان تكون الجالية موحدة وكذلك التواصل مع الوطن الأم والأقرباء والاخوة ولاسيما الجيل الثالث والرابع الذي لا يتحدث اللغة العربية.. لابد من أن يزور بلده الذي ولد به أو قدم منه أجداده الجيل الرابع أو ربما الاجيال السابقة لان هذا التواصل هو الذي يمكن أن يبقي الارتباط من جانب ولكن بنفس الوقت يعطينا فكرة كيف نتحرك كدولة تجاه هذه القارة.
يجب أن نبدأ بداية صحيحة وقوية
ودعا الرئيس الأسد أبناء الجالية للتفكير في نوعية الاستثمارات والتجارة والعلاقات الثقافية الممكنة بين البلدين وقال: أنتم أقدر الناس على طرح هذا الموضوع وخاصة أن تواصلنا كدول عربية مع هذه القارة كان ضعيفا لعقود.. والآن هذه القارة هي قارة صاعدة لا نستطيع ان نهملها بعد الآن ولذلك يجب ان نبدأ بداية صحيحة وقوية.
واشار الرئيس الأسد الى انه في هذه الجولة على دول أميركا اللاتينية كان واضحا ان هناك معرفة بتفاصيل مشاكلنا وبوقوفهم موقفا مطابقا تماما لموقفنا وأضاف: لم أكن بحاجة لشرح مواقفنا بل كنت أحيانا أسمع مواقف أكثر وضوحا وقوة من مواقفنا تجاه قضايانا وذلك يعود طبعا للدور الاساسي للجالية التي وجدت لاكثر من مئة عام وكانت قادرة على نقل هذه الصورة الى المجتمع وكل الشرائح والمستويات.
وأوضح الرئيس الأسد ان خطأنا نحن العرب هو أنه عندما تسير الامور بشكل جيد فإننا نرتاح لا نتحرك.. ولكني أعتقد أننا الان بحاجة أكثر للحركة من ذي قبل كي لا نخسر ما ربحناه على مدى أكثر من مئة وخمسين عاما ولاسيما مع وجود محاولات لكي تتحول أميركا اللاتينية الى دول محايدة لا تهتم بما يحصل في الشرق الاوسط وهذا كان أحد أهداف زيارتي لهذه المنطقة.
وقال الرئيس الأسد:اننا بحاجة أيضا لدعم الجالية وخاصة أن الجالية في الأرجنتين موجودة في مستويات القرار ليست كالجاليات الاخرى الموجودة في اوروبا على سبيل المثال أو في أميركا الشمالية.. فأنتم مواطنون أرجنتينيون لديكم اعتبارات في أي شيء تقومون به في هذا البلد ولكن يضاف اليه اعتبار دعم القوى التي تدعم العلاقة بين هذه المنطقة وبلداننا لذلك يجب أن ندعم هذه القوى.
أهمية تعلم الجالية للغة العربية
وشدد الرئيس الأسد على أهمية تعلم ابناء الجالية اللغة العربية لانهم يحملون ثقافتين في نفس الوقت وقال: من الصعب أن نحمل الثقافة بمعناها الحقيقي دون ان نتعلم لغتها ولذلك لابد من تعليم اللغة العربية على الأقل للأجيال الشابة أو الأطفال.. والجالية السورية ساهمت في بناء السفارة وهي صرح مهم فلماذا لا نساهم بشيء مشابه باقامة مدرسة للغة العربية قد تكون مع الجاليات العربية الموجودة في الأرجنتين بشكل عام ونحن كدولة نقوم بدعم هذا المشروع بالطريقة التي ترونها مناسبة.
في الختام توجه الرئيس الأسد بالشكر الى الشعب الارجنتيني على ما قام به خلال مئة وخمسين عاما تجاه الجالية السورية اللبنانية مؤكدا أن هذا النجاح ما كان ليتم لو لم يكن هذا الشعب منفتحا.
***
لقطات من لقاء الرئيس الأسد والسيدة عقيلته مع جاليتنا في الأرجنتين