تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أدب النصيحة...نصائح باسمة!

آراء
الأثنين 11-5-2009م
أكرم شريم

تعالوا نحاول اليوم أن نكون أكثر جرأة من العادة في طرح ما نريد من الآراء والحلول، لبعض المشكلات التي تسبب لنا الإزعاج أحياناً، قليلاً كان أو كثيراً،

فأنت إذا كنت كمثال تنتظر الدور في مكتب المسؤول لتحصل على فرصة لمقابلته، وطال بك الانتظار فما عليك إلا أن تذهب وتعود في اليوم الثاني قبل انتهاء الدوام بدقائق وتنتظر المسؤول حتى يخرج وتحادثه!.‏

انظر إذا كانت هذه هي عادتك في حياتك، كم توفر من الوقت، وكفى! وإذا كانت إحدى مدارسنا العزيزة على قلوبنا لديها إذاعة مدرسية، وليس لديها مهندس صوت، لأن المدارس عادة لاتقتني مهندس صوت وإنما إذاعة وحسب، فما عليك إذا مررت من جانب هذه المدرسة وكان صوت المعلم أو المعلمة يضرب في آذان المارة والمشاة والسكان.. يصرخ ويزعق ويسبب لك مثل هذا البؤس الذي سببه لنا احتفالنا الكبير في بلادنا بيوم الكتاب العالمي، فما عليك إلا الصبر والركض بسرعة إلى أقرب حافلة دون النظر إلى أين تذهب هذه الحافلة، ولتأخذك بعد ذلك إلى أي مكان آخر بعيداً عن الإذاعات المدرسية!.‏

وعلى سيرة الميكروفون، والميكروفون بالميكروفون يُذكر، قلت لجاري مرة: يبدو أن ميكروفون المئذنة في حارتنا قوي جداً، فقال لي: ماذا تقصد؟ فقلت إن صوته يوقظ الأطفال والمرضى وخاصة في أذان الفجر، لماذا لا نتحدث معهم ونطلب تخفيض الصوت كالعادة؟! وإذا بصاحبي يقترب برأسه مني وهو يُخفض صوته ويتلفت حواليه وكأن أحداً قد يجيء من يمين أو يسار ويقول: إنه أذان! فذهبت برأسي إليه وقد أخفضت صوتي أكثر منه وقلت: أعرف ذلك، ولكن بالله عليك ألم يكن صوت المؤذن وحده أيام زمان أجمل وأكثر تأثيراً؟! قال جاري: نعم! ولا أدري لماذا تركني فجأة وذهب مسرعاً!.‏

ومن نصائحنا اليوم أيضاً، أن عليك يا عزيزي القارئ أن تثق بطبيبك مهما فعل بك، ومهما أخذ منك، ومهما أخذك «وجابك» وإذا أردتها بالفصحى فهي «جاب بك» فأنت إذا لم تفعل ذلك ولم تسلم نفسك إلى الطبيب فقد تخسر عشرات السنين من عمرك، إذن عليك أن تثق بطبيبك ثقة معصوبة العينين، وتدفع له مايريد وتكسب عشرات السنين من عمرك ولكن لا تنس أن تستشير طبيباً آخر في الوقت نفسه، ولاتخبره بأن لك طبيباً أول، وما عليك حينئذٍ سوى أن تقارن بين الطبيبين في سرك، وتتابع العلاج مع الأفضل، أو مع الثالث!.‏

ومن فوائدنا العجيبة التي نضيفها هنا الآن أنك إذا كنت منتسباً إلى نقابة تحميك وتحافظ على حقوقك، وشعرت فجأة بأن حقوقك بدأت تضيع وأن النقابة تشتري بك وتبيع وأن النقابيين عندك لايملكون الروح النقابية الغيرية وإنما روح السلطة عليك وعلى غيرك، ويؤمّنون مصالحهم ومع حبة مسك وينسون أو يهملون أو يستغلون غيرهم، فما عليك إلا أن تحافظ على عضويتك في هذه النقابة وأن تكتب لهم أحلى عرائض التبجيل والاحترام وأن تثق بهم وكفى!.‏

أما إذا قررت ولو لمرة واحدة أن تنزل إلى السوق وتشتري كل حاجياتك من الأغراض والأغذية، ودون أن يستطيع أحد من الباعة أن يغشك في نوعية أو تسعيرة، وجعلت عقلك كبيراً وقلبك قوياً ونزلت إلى المعترك فعليك أولاً أن تتوقع الشجار وأن تتعلم كيف تضرب وتهرب وتحمل الكيلو وترفس الميزان ويجتمع عليك الناس وتأتي شرطة السوق وتتفاجأ بأنهم من أصدقاء الباعة وتتعلم الدرس القاسي بأنك لن تستطيع أن تنزل إلى السوق وتشتري حاجياتك دون أن يغشك هذا وذاك في التسعيرة أو النوعية ولا ليوم واحد، ولا لمرة واحدة؛ فكن واقعياً وثق بالجميع، وعلى رأسهم الباعة وكفى!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية