ترى ماذا نعرف عن علم الجينات؟ وما احتمالات المستقبل؟.
لنترك الإنجازات التي أصبحت معروفة ومنها استنساخ النعجة دوللي ونمد نظرنا إلى السنوات القليلة المقبلة في محاولة للتعرف على ما يقوم به العلماء ويعدونه في مجال علم الجينات الذي ينمو باضطراد مذهل.
ففي القريب المنظور سيتم اكتمال زراعة الأنسجة إلى جانب التدخل في جنس وشكل الجنين، ويراهن العلماء والباحثون على أنه سيأتي يوم خلال السنوات العشر المقبلة يستطيع فيه الطبيب أن يتحدث إلى زوجين شابين قائلاً: أنا جاهز لتقبل طلبكما، فأي المواصفات تريدان في الجنين هل تريدانه صبياً أم بنتاً؟ ما لون العينين المفضل لديكما؟ وما طول قامته حين يبلغ سن الرشد؟ وهل تريدانه أشقر الشعر أم بشعر أسود مثلاً؟.
بعد ذلك يدخل الطبيب كل تلك المعلومات في جهاز الكمبيوتر لتظهر صورة الطفل المطلوب وبذلك يمكن أن نحصل على طفل حسب الطلب جنساً وشكلاً.
لم يعد كل ذلك مجرد تأملات وأحلام لأن علم الجينات الوراثية استطاع حتى اليوم أن يقتحم التركيب النووي للخلية الحية، وأن يصل إلى فرز وتحديد الكروموزومات وما تحويه من جينات وراثية.
صحيح أنه لم يتم فرز كل الجينات الوراثية ولم يتم تحديد كل جينة على حدة إلا أن التسارع الذي تتم فيه الاكتشافات يجعل هذا العلم صرخة السنوات العشرين المقبلة ويجعلنا نقول: إن عصر الجينات قادم فماذا نتوقع؟ هل نفرح أم نحزن، هل نخاف أم نتفاءل؟ علماً أن كل عوامل الخوف والحذر توجد إلى جانب عوامل الفرح والتفاؤل بالقدر نفسه.
إن علم الجينات والعبث أو التوغل فيه يحمل إلى البشرية المجهول الذي يمكن أن يكون الملاك الحارس للبشرية جميعاً أو القاتل المدمر الأخير لها لا أحد يدري يقيناً.
لكن لنترك هذا العلم المستقبلي يستريح بين أيدي العلماء الأمينين في ثقة واطمئنان، ويتطور لما فيه خير البشرية جميعاً.