مع طبيب...الطبيب المغترب مارتيني: للوطن دين كبير علينا ورسالتنا تكتمل بالتواصل معه
طب الأثنين 11-5-2009م دلال ابراهيم كثيراً ما يعيش الإنسان في موطن ارتحل اليه وأصاب فيه سعة من العيش واسماً مرموقاً في ميدان علمي أو اقتصادي أو اجتماعي ، ومع ذلك يتشوق الى بلده، ويعاوده الحنين إليه بين حين وآخر.
وتشكل النخبة ، الغالبية العظمى من الجاليات السورية التي انتشرت في بلاد الاغتراب ، وكانت الممثلة الحقيقية لجوهر وطبيعة الشعب السوري بشكل خاص والعربي بشكل عام، ولم تخف تلك النخبة رغبتها في العودة الى الوطن الأم أو زيارته لتقديم خدماتها وعصارة خبرتهاومعارفها العلمية التي اكتسبتها في وطنها الثاني ووضعها في خدمة الوطن ،رغبات ومبادرات لاقت تشجيعاً وتسهيلات كبيرة من قبل الدولة التي زرعت في أبنائها في الاغتراب ثروة حقيقية . ومن هذا المنطلق مدفوعاً من استعداده لأن يقدم خبرته التي تعلمها لوطنه وأبناء شعبه مجاناً عرفاناً بالجميل لهذا الوطن وقيادته السياسية ، هذا الوطن الذي خرج منه قبل -44- عاماً من الآن ولا زال يسكن في قلبه ووجدانه لم يغادره ، يرافقه في تفكيره وحياته اليومية ، قام الدكتور صفوان مارتيني بزيارة عمل الى سورية ، ووضع خبرته في مجال الكشف المبكر عن سرطانات الثدي تحت تصرف المستشفيات العامة فيها ، ولمدة ثلاثة أيام كرسها للفحص الطبي بالمجان في مستشفى دمشق ، لمعاينة وفحص المريضات وتقديم النصائح لهن ، أو العلاج . وقد لاقت مبادرته اقبالاً شديداً من قبل النساء ساعدن بانجاحها تعاون ادارة المستشفى والكادر الطبي والتمريضي الممتاز معه، وقد حرص الدكتور مارتيني على توجيه شكره لهم لما لقيه من اهتمام من قبلهم في انجاز وانجاح عمله الطوعي . وشكره الخاص وجهه للسيد الرئيس بشار الأسد ، وتقديره الكبير لاهتمامه بأبناء الجاليات السورية في المهجر، حيث كان لاحداث وزارة تعنى بشؤون المغتربين واهتماماتهم اهمية كبيرة ، فهي كما يقول بوابة عبور المغتربين الى وطنهم الأم ، وقد اسست ، من وجهة نظره نقلة نوعية بين جناحي الوطن ، وما تقدمه وزارة المغتربين من تسهيلات ومساهمات خاصة بأبناء الجاليات السورية في العالم ليس بالقليل للاستفادة من الخبرات والمعارف ، وهذا ما كان سيتم لولا الأهمية التي أولاها السيد الرئيس لهؤلاء المغتربين ، الذين عبروا عن جذور قوية وانتماء شديد بوطنهم الأم الذي قدمهم للعالم رسل علم وحضارة ومعرفة . وعن الجانب الطبي تحدث الدكتور مارتيني عن اسباب شيوع سرطانات الثدي والتي تشكل ثلث السرطانات التي تصيب النساء الى زيادة معدل الحياة والزيادة في الأوزان الوسطية للنساء ، واتساع عدد السنوات ما بين بداية الدورة الشهرية وانقطاعها ، بالاضافة الى عوامل وراثية تزيد من الخطورة في بعض العائلات . واثبتت الأبحاث أن الكشف المبكر عن المرض والفحص الدوري قد زاد من نسبة الشفاء والنجاة منه ، ويقول إن نسبة 80% من الحالات هي أورام حميدة وليست سرطانية .وفي الفحص الشعاعي تصل نسبة وثوقية جهاز الماموغرام لتحديد الاصابة الى 85-90% وتزداد هذه النسبة اذا اجتمعت مع نتائج فحص جهاز الايكو . ويحض كل امراة تجاوزت الأربعين على اجراء فحص دوري كل عام لصدرها . ويوصي النساء بالاكثار من تناول الخضار والفواكه الطازجة ، وبالأخص تلك التي تحتوي على فيتامين A-C , والتخفيف من كمية الدهون الحيوانية والنباتية ، والاكثار من الاغذية الحاوية على الالياف وتجنب زيادة الوزن والاهتمام بممارسة الرياضة يومياً . حديث غلبه شجون الوطن والاصرار على العودة اليه لوضع عصارة خبرته وعلمه ، لأن للوطن ديناً كبيراً في رقبته .
|