«رؤى من سورية الحالية وأسرار أخرى» عن مشرقي البحر الأبيض المتوسط وهما ساحل بالينثيا في شرق إسبانيا والساحل السوري.
وكمقدمة لمعرض الفنان جاوما مرثال كنوس نذكر ماقاله سفير إسبانيا في دمشق عن هذا المعرض (الرحلة التي يقترحها علينا جاوما مرثال كنوس تمثل واحدة من البرامج الأكثر جذباً التي غذت الخيال الجماعي للكثير من الإسبانيين، فالرسام البالينثي مثل العديد من الرسامين والكتّاب الذين سبقوه فورتوني وغويتيسولو وريغاس وتطول القائمة.)
ينضم إلى تقليد المستشرقين الإسبان، ومع هذا هناك عامل يميز هؤلاء المستشرقين الإسبان، وهوأنهم في أغلبيتهم لم يشكلوا نتاجاً ثانوياً للتوسع الاستعماري الأوروبي فيما يدعى الشرق الأوسط ولكنهم شكلوا ظاهرة رفض للاستعمار بحد ذاته وللسياسة الاستعمارية، وهذا العامل المختلف لايمكنه مفاجأة أحد من شعب أدخل على ثقافته على مر القرون العديد من المعالم الثقافية العربية- الإسلامية ويوجد دوماً تقارب ثقافي نسبي بين الشاطىء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والشرق الإسباني).
يسعى جاوما مرثال لأن نرى الحياة اليومية للسوريين، مثل سكاكيني باب توما أو مشاهد من شعائر دينية مسيحية وإسلامية، أو أشخاصاً يعيشون حياة خاصة مثل المغنية الغجرية التشيكية كارمن (لاكاريتا) والشيء نفسه يتكرر في مناظر منطقة الفرات أو الدمشقية أو المساجد، تطغى عليها أضواء المتوسط والتي ليس فيها أي شيء غريب بالنسبة لنا، ربما هذا مايجعل من أعمال مرثال المتنوعة تبتعد عن البحث عما هو مختلف لنتعمق في جغرافيا نتقاسمها جميعاً.
الفنان قضى فترة طويلة من حياته باحثاً ومبدعاً، وجال في العديد من الدول العربية وغيرها وكانت له فيها محطات فنية يحط رحاله الآن في دمشق، مدينة التاريخ، يتجول بها ويستنشق ياسمينها ويتعرف على حياة الناس فيها ويتعايش مع الكثير من اللحظات والمواقف الإنسانية وتتلون المساحات البيضاء عنده أعمالاً فنية تحكي قصة الانطباع الأول وما أثرت به هذه الرحلة الفنية وما أوحت إليه من إبداعات..
إذ إنه (الفنان) كان حريصاً على تسجيل كل مرافق الحياة، فمن الأوابد الأثرية إلى الأسواق مروراً بالحياة الإجتماعية التي أتاحت له التعرف على جوانب كان يبحث عنها.. نرى في أعماله الفنية مزيجاً بين الحالة الإبداعية توشيها إيحاءات الشوق وانطباعاته عن سحر ألوانه وعوالمه.
الفنان جاوما مرثال كنوس درس الرسم والحرف في مدرسة «يوتشا» في برشلونة.
عين في عام 1967 مديراً للقسم الفني في وكالة إعلانات وفنون غرافيك في برشلونة، وعمل لمدة عشرين عاماً في دور طباعة ونشر في العديد من الدول من بينها بريطانيا وإيطاليا وفرنسا.
تغطي نشاطاته مختلف حقول الإبداع الفني: لوحات وتصاميم قارورات لمحال العطور، ولوحات إعلانية ورسومات توضيحية للكتب أو رسومات لشخصيات فكاهية تاريخية.
يتعاون في تسجيل سمعيات بصريات لعدة متاحف في مقاطعة كتالونيا في إسبانيا مثل: متحف تاريخ المدينة «برشلونة» ومتحف إمبوريس.
وننتقي من عناوين اللوحات المعروضة في صالة الشعب سوق مدحت باشا في دمشق- عيد الأضحى، مسجد السلطانية في حلب.