لاريجاني قال خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى الإيراني أمس انه لأمر مضحك أن تبدي أميركا بسجلها الأسود كل هذا الاهتمام بمكافحة الإرهاب في سورية والعراق، مشيرا إلى تصريحات قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي الأخيرة حول عدم وجود ثقة حيال تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن مكافحة الإرهاب.
وحول الملف النووي الايراني اوضح لاريجاني ان تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين حول الملف النووي تمثل خبثا ونفاقا وقال ان تحدثهم بكلام غير مدروس وصبياني حول وجود انحراف في الأنشطة النووية الإيرانية هو الوجه الآخر لنزعة أميركا الاستكبارية، مبيناً أن الأميركيين عندما شعروا بالعجز في مواجهة ايران ولم يتمكنوا من فرض ما يريدون في القضية النووية وادركوا في الوقت ذاته قدرة طهران على إرساء الأمن في المنطقة لجؤوا إلى طرح أمور غير منطقية حول الانشطة النووية الايرانية .
واضاف لاريجاني ان اللافت في الامر انهم يتحدثون بمثل هذا الكلام حول ما ينبغي وما لا ينبغي في نتيجة المفاوضات النووية في الوقت الذي يقرون فيه بحاجتهم إلى نفوذ وقوة ايران في المنطقة لإرساء الأمن والاستقرار فيها وهذا نوع من الاحتيال الحديث، كما أشار في تصريح له أمس على هامش تفقده معرض الملحمة الخالدة المقام بمجلس الشورى الإيراني إلى أنه يتعين على الأميركيين عدم النظر إلى المفاوضات النووية مع إيران من منطلق نفعي وانما النظر وفق رؤية منطقية واحدة من شأنها دعم ارساء الامن والاستقرار في المنطقة.
كما اكد لاريجاني خلال استقباله أمس في طهران رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشيوخ الكيني محمد يوسف حاجي أن القوى العظمى لا تملك الارادة الجادة والحقيقة لمكافحة ظاهرة الإرهاب المشؤومة في المنطقة .
وشدد لاريجاني على أن القوى العظمى تقوم باستخدام ظاهرة الإرهاب المشؤومة كأداة لتحقيق مآربها ومصالحها مبينا أنه يمكن مكافحة الإرهاب من خلال الارادة الجادة والتعاون بين مسؤولي الدول المستقلة .
ورحب رئيس مجلس الشورى الايراني بالتعاون مع الدول الافريقية وخاصة كينيا مشيرا إلى الطاقات الموجودة لدى البلدين لتنمية العلاقات والخبرات التجارية والاقتصادية وقال ان البرلمان الايراني مستعد لنقل الخبرات وتعزيز العلاقات البرلمانية مع كينيا ورسم افاق مستقبلية مناسبة لارتقاء مستوى العلاقات نظرا لخلفية التعاون الودي والتاريخي بينهما.
وأعرب يوسف حاجي خلال اللقاء عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الشاملة مع ايران.
من جهته شكك رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية وزير الخارجية الأسبق كمال خرازي بما يسمى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا أن بعض الدول العربية أسست هذا التنظيم الإرهابي بدعم من أميركا والغرب وحاليا تدعي هذه الدول مكافحته ما يبعث على الشك والريبة ولا يمكن المشاركة مع التيارات المشبوهة.
وقال خرازي في تصريح لوكالة الانباء الايرانية الرسمية ارنا أمس كما اعلن قائد الثورة الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي فان الأميركيين طلبوا من ايران المشاركة في هذا التحالف لكننا رفضنا لان تحركاتهم تبعث على الشك، مشيراً إلى أن استراتيجية الجمهورية الاسلامية الايرانية حددها قائد الثورة الإسلامية كما أن إيران تتميز بدور فاعل في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
بدوره اكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان ان تشكيل الادارة الامريكية لتحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي هو محاولة للخداع لانها تبحث عن موطئ قدم لها في المنطقة للتعويض عن فشلها في سورية والعراق.
وقال المتحدث باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني حسين نقوي حسيني في تصريح له أمس ان عبد اللهيان اكد خلال اجتماع اللجنة ان هدف الامريكيين من هذا التحالف يكمن في التواجد العسكري في سورية بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي للانتقام من الحكومة والشعب السوري. واشار عبد اللهيان إلى ان تصورات الامريكيين عن العراق كانت خاطئة ايضا حيث كانوا يعتقدون ان الازمة السياسية في العراق ستؤدي إلى ايجاد الخلافات وبالتالي سيغرق العراق في ازمة بحيث يستطيع الامريكيون العودة مجددا إلى العراق لكن الوحدة السياسية والوطنية في العراق احبطت مخططاتهم.
في غضون ذلك اعرب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عن امله بان يكون لقاؤه أمس مع نظيره السعودي سعود الفيصل فصلا جديدا مثمرا في ارساء السلام والامن الاقليميين.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية ارنا عن ظريف قوله في تصريح له بعد لقائه الفيصل على هامش مشاركتهما في اجتماعات الدورة 69 للجمعية العامة للامم المتحدة نامل ان يشكل هذا اللقاء فصلا مثمرا في مسار ارساء السلام والامن الاقليمي والعالمي وصون مصالح جميع الشعوب الاسلامية في العالم .