تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


استدارة الإرهاب .. وتصريحات النفاق الغربي!

شؤون سياسية
الثلاثاء 17-6-2014
دينا الحمد

لم يكن التمدد الذي نفذه تنظيم « داعش « الإرهابي في الموصل وبعض المدن العراقية هو التمدد الأول أو الأخير في ظل الرعاية الغربية له، ولم يكن العنوان الذي نشرته صحيفة البوليتيكن الدنماركية بعنوان « الحرب السورية وصلت إلى الدنمارك « هو العنوان الوحيد الذي يؤشر إلى استدارة الإرهابيين وعودتهم من سورية إلى بلدانهم بل سبقه مئات العناوين والتصريحات والتحذيرات الغربية التي نشرتها الصحافة الغربية والأميركية تحديدا، وآخرها كلام رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت الذي حذر فيه من أن الإرهابيين الأستراليين الذين انضموا إلى صفوف المجموعات الإرهابية في سورية وعادوا إلى إستراليا يشكلون أكبر تهديد بعد هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001 ضد الولايات المتحدة مشيرا إلى أن هذا التهديد يتطلب زيادة اليقظة تجاههم فضلا عن ظهور حملة في كبريات الوسائل الإعلامية الغربية تطلب بوقف المد الإرهابي القادم.

كما أن الأمر لاقى صدى واسعا في الكيان الإسرائيلي حيث حذر رئيس قسم الأبحاث العسكرية الإسرائيلية ايتاي بروف في كلمة ألقاها في مركز هرتزليا من خطر هؤلاء على إسرائيل إذا انقلبوا عليها.. وخصوصا بعد بحث إسرائيل للمخاطر المحدقة بها في مؤتمر هرتزليا المذكور، في حين أطلقت صحيفة لوفيغارو مصطلح الشبح الجهادي على ما بات يهدد فرنسا ويحوم حولها من تطرف جراء عودة الإرهابيين الأوروبيين الذين يقاتلون في سورية إلى فرنسا، وهذا من شأنه حسب ما قال رئيس وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب في فرنسا لوك غانيير أن يؤثر على الأمن الوطني للدول الأوروبية.‏

وتشرح الصحيفة المذكورة حقيقة ما يحدث قائلة إن الحدود التركية فتحت أمام هؤلاء المتطرفين للتسلل والقيام بالعمليات الإرهابية في سورية، وما يزيد الأمر خطورة بأن الإرهابيين يتلقون تدريبات وجزءا منهم انتحاريون شوهدت نماذج منهم في التفجيرات في سورية والعراق. وإن خطورتهم تكمن بما اكتسبوه من خبرات عملية في العمليات الإرهابية في سورية والفظائع التي شاركوا بها هنا، الأمر الذي يجعل منهم خطرا على الأقل نفسيا لفرنسا، وعلى المدى البعيد قد يحملون خطرا جديدا لاجتياح أوروبا من قبل تنظيم القاعدة.‏

فالخطر الحقيقي الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون المسلحون والمدربون أصبح كبيرا جدا إذ إن الأفراد الذين يعودون هم في أغلب الأحيان خطرون وقد يكونون ارتكبوا أو شهدوا الفظائع الرهيبة وشاركوا في معارك في ظروف وحشية بشكل كبير، ونتيجة لذلك فإنهم يكشفون درجة من العنف التي لا تصدق وسيتوجب على الأوروبيين أن يواجهوا عودة شبان يمثلون خطرا نفسيا حقيقيا وسيتحولون قنابل موقوتة ناهيك عن الانفصال الحاد عن البيئة الأسرية والنداءات للكراهية على الملأ أو عن طريق الانترنت.‏

لكن المفارقة في كل ما يحدث أن الدول الغربية التي دعمت الإرهابيين في سورية وسهلت عبورهم وتمويلهم وتورطت بدعم المجموعات الإرهابية بالمال والسلاح هي نفسها اليوم ترفع من درجة تخوفها من عودتهم إليها وتنفيذ جرائم إرهابية داخل أوروبا حيث لجأت أجهزة الاستخبارات الفرنسية إلى فرض رقابة دقيقة على الإرهابيين العائدين من سورية والمغادرين إليها رغم إقرار الاستخبارات الفرنسية بصعوبة هذه العملية، وهنا نتساءل أليست تصريحاتهم نفاقا مكشوفا في ظل دعمهم العلني للإرهاب والارهابيين ؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية