|
|
المنتصر يقرر حدث وتعليق وفي معركة يمكن أن يُطلق عليها أم المعارك أظهرت قوات الجيش العربي السوري براعة وخبرة كبيرة في إدارة الصراع العسكري بأسلوب القضم والهضم وفي تنفيذ المفاجآت العسكرية وبالقدرة على خوض المعارك في مناطق وعرة، راهن المسلحون على التحصن فيها لفترة زمنية طويلة، فتمكن من تحرير المنطقة من الإرهابيين بعد أن ذهب كثيرون في مطابخ العدوان الإعلامي على سورية أبعد بكثير في تخيلاتهم الجامحة لما بعد كسب لنجدهم اليوم جميعاً مذهولين صامتين وقد بلعوا ألسنتهم في وجه السؤال نفسه: ماذا بعد كسب؟ وفي كل مرة يقرر المنتصر الإجابة والمنتصر دائماً هو الجيش العربي السوري. إن كثيراً من الدروس والخبرات القتالية تراكم في سياق معركة استعادة كسب وتحريرها من الإرهاب دون شك وحيث شكّل استرجاع السيطرة على بعض التلال والقمم بذاته إنجازاً كبيراً اقتضى تضحيات كبيرة وثباتاً في إرادة القتال والتصميم على النصر وهذا ما يُظهر أهمية الروح المعنوية العالية التي تمتعت بها الوحدات السورية المقاتلة من الجيش والدفاع الوطني على حدّ سواء وهي مستمدة من الحاضن الشعبي للدولة الوطنية ولقواتها المسلحة. لا محالة هناك معارك جديدة وعمليات حسم قادمة لتطهير المزيد من المناطق ولإغلاق المزيد من بوابات التدخل العدواني. من هنا تتأكد حقيقة لطالما تحدث عنها العديد من الخبراء والمسؤولين في قراءتهم الميدانية وهي أن الجيش العربي السوري الذي يخوض حرباً على امتداد الجغرافيا السورية يستطيع حيث يقرر ان يسترجع أي منطقة أو موقع من العصابات الإرهابية بطريقته وبأدواته التخطيطية والقتالية، ومن الواضح ان القيادة العسكرية السورية اكتسبت الكثير من مهارات التعامل مع التحديات في رسم أولوياتها وأسلوبها في إدارة المعارك ووضع الخطط الدفاعية والهجومية.
|
||||||||||||||||||||||||||
