وأكد بيترسون في تصريح خاص «للثورة» أثناء زيارته وأعضاء وفد المغتربين السوريين في السويد مبنى الصحيفة أول أمس بأن الهدف من هذه الزيارة هو نقل الصورة والانطباع الحقيقي عن مجريات وتطورات الأحداث وإيصال الرسالة الإعلامية الصحيحة إلى الجالية السورية في السويد والشعب السويدي على السواء، مشيرا إلى أنه التقى بعائلات سورية عادية في مراكز الإيواء والمناطق العادية وكيف تعيش هذه الأسر التي هجرت من منازلها ومدنها وأحيائها ..
وقال الصحفي السويدي : هذه الزيارة مهمة جدا لي أنا شخصيا فقد تزودت بالمعلومات والمعرفة عن بعض تفاصيل ما يجري وأؤْكد أن سورية دولة تهمني كثيرا وأهتم بها بشكل جدي وذلك لأني محاط بعدد من الأصدقاء السويديين من أصل سوري والتي تمتد لعشرين عاما وهناك صداقات واسعة وحميمة مع العديد من هؤلاء ، وأضاف بأن التحليل السياسي ليس أبيض أو أسود بل هو أعمق وأكبر من ذلك بكثير ولكني أعارض بالمطلق كل من يدعم الإرهابيين ويشجعهم على قطع الرؤوس وهؤلاء لا يدركون معنى الأبعاد الإنسانية ..
ولم يخف الصحفي بيترسون إعجابه وتقديره لما تقدمه الدولة السورية من خدمات ورعاية صحية واجتماعية واسعة وهي التي تمتلك بنية تحتية ضخمة على جميع المستويات وما أدهشه أن الدولة لا تزال تقدم كل أنواع الدعم الصحي والخدمي والاجتماعي لمواطنيها رغم مرور أكثر من أربع سنوات على الأزمة و خسارة العديد من منشآت هذه البنية التي تدعم الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن هذه البنية تشبه بنية السويد في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي حيث كانت الدولة تعتمد على القطاع العام الكبير حينها .. إضافة إلى أهمية وغنى اللقاءات التي أتيحت لأعضاء الوفد مع كل من السيد وزير الإعلام ووزير الخارجية ومفتي الجمهورية وعدد من البطاركة ..
وحول الرسالة التي يود إيصالها من سورية إلى المجتمع السويدي كان الجواب : أصبح عندنا الآن تقييم أفضل لما يجب أن نوصله إلى الحكومة السويدية وفي المقدمة إعادة فتح السفارة في دمشق وتشغيل الرحلات الجوية بين البلدين لما في ذلك من فائدة على الشعبين وخدمة لمصالح البلدين فهناك الكثير من المناطق الآمنة في دمشق والمدن الأخرى .
وعن وجود بعض الإرهابيين السويديين الذين انضموا إلى حملات ما يسمى الجهاد في سورية بين بيترسون أنه يشعر بالأسف لذلك إلا أن معظم هؤلاء من أصول سورية وعربية ولدوا في السويد وعدد هؤلاء يقارب الـ 300 شخص ، مؤكدا أن الحكومة السويدية بصدد إصدار تشريع يمنع رحلات ما يسمى بالجهاد وأيضا هناك بلدية في السويد تعمل على إقناع هؤلاء بعدم القدوم إلى سورية، ومن يخرج بصورة غير شرعية وينضم للمجموعات الإرهابية ومن ثم يعود إلى السويد فإنه يحاسب كمجرم ..
يذكر أن تومي بيترسون يعمل في أربع صحف محلية سويديه يهتم بالشأن السياسي ويعتبر أن جميع المجالات سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية فهي سياسية بطريقة ما. وكان بيترسون قد أمضى عامين في تغطية الحرب في البلقان إلا أنه يجد الحالة في الشرق الأوسط معقدة بشكل اكبر نوعا ما وذلك لوجود إسرائيل والولايات المتحدة وقوى استعمارية أخرى تتصارع على المصالح الاقتصادية والسياسية والنفوذ بوجود كميات هائلة من الثروات الطبيعية مثل الغاز والبترول والطاقة ..