أُدرج مصطلح «المقاومة الشعبية» بشكل مكثف في نشرات الأخبار التي تبثها قنوات التضليل الخليجية، للدلالة على المليشيات الموالية للسعودية والداعمة لها في عدوانها، ليصبح المصطلح الأكثر استخداماً في إعلام لطالما حارب المقاومة وتبرّأ من تضحياتها وبطولاتها وتنكّر لانتصاراتها أيام كانت بندقيتها ـ وما زالت ـ موجهة نحو فلسطين وإلى صدر عدو العرب الأول الكيان الصهيوني.
لاشك أن إطلاق مصطلح «المقاومة» على جماعات تتعاون مع عدوان خارجي ضد وطنها وشعبها كما هو الحال في اليمن هو إساءة مضاعفة وتشويه متعمد للمصطلح واعتداء سافر على اللغة بحد ذاتها، ومحاولة يائسة وبائسة لشرعنة عدوان إرهابي تخريبي يملك كل مواصفات الإبادة الجماعية والتدمير الشامل.
على مدى سنوات طويلة، وفي أوج الحروب الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، تحاشى هذا الإعلام الانهزامي الجبان لفظ كلمة «مقاومة» إرضاء لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية اللتين شنتا الحروب وارتكبتا المجازر ضد أبناء المنطقة، وكان محظوراً على شاشاته استخدام كلمة «شهيد» لوصف من يُقتل في ساحات الشرف والكرامة، ولا نبالغ إذا قلنا أن هذا الإعلام كان في معظم أوقاته أشد عداءً وحقداً وأشدّ وطأة على أبناء المقاومة وجمهورها من إعلام العدو نفسه..؟!
وخلال السنوات الأربعة الماضية حاول هذا الإعلام الفاجر تقديم نفسه كناطق رسمي باسم «الربيع العربي» ومُدافع عتيد عن حقوق الشعوب وحريتها ولكن خارج ممالكه ومشيخاته النفطية، بحيث تحول إرهابيون تكفيريون في سورية والعراق مثل داعش وجبهة النصرة وغيرهما إلى «ثوار» تمنح لهم ساعات البث الفضائي ليعبروا عن أمراضهم وعقدهم النفسية، في حين صُنف ثوار السعودية والبحرين واليمن السلميين الحضاريين المطالبين بالإصلاح كمخربين وعملاء للخارج وجوبهوا على هذا الأساس، في دلالة واضحة على أن هذه الأنظمة القمعية التابعة لا تطيق سماع صوت شعوبها أو الإصغاء لمطالبها..!
من الواضح أنهم مصممون على قتل الشعوب وتدمير البلدان وشراء الذمم وتشويه الحقائق وإفساد المجتمعات والقيم، ولكنهم سيعجزون عن إسكات صوت المقاومة الحقيقية وإن حاولوا تشويهها بادعاء ممارستها أو حمل لوائها المزيف..!