تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذا المساء

رسم بالكلمات
الأثنين 28-6-2010م
أحمد عبد الرحمن جنيدو

هذا المساء الحرّ يعرفني، وأعرفه،

أبادره السلام من السطور،‏

يردُّ بالصوت البعيدْ.‏

يا صاحبي أين المرايا في صفير الحزن؟!‏

أين كناية الأسماء؟! أين حقيقة الأشياء؟!‏

أين دموعك البلهاء يا وطن الجليدْ.‏

هذا المساء رسائل الشوق الحزينة،‏

ضائع ٌ قلبي هنا، يمضي بعيدا ً لا يعودْ.‏

لا صورة ً فيه تخاصمني،‏

ولا يرمي المفاتيح القديمة‏

تحت أرجل رقصة السيف المرصّعة الصديدْ.‏

أمّا أنا والليل موعدنا،‏

أسافر في عيون ٍ تسرق السحر الخجول،‏

وأشتهيك، برغبتي أنشودةٌ،‏

لصدى الجنازير التي قدْ (أزّزتْ) فينا الحديدْ.‏

هذا المساء ووجهك الفضيّ يختال،‏

الصدور على الصدور،‏

وفي الشفاه قصائد الفجر العتيقة،‏

والرؤى همس ٌ جديدْ.‏

نامي على كفني، فقدْ أصبحتُ أكثر جرأة ً‏

من هزّة الخصر الذي يعلي أغاني الليل،‏

واللحن الشريدْ.‏

هذا المساء يفسّر الأوجاع من نظر الكآبة والصبابة،‏

شوقنا المبحوح،‏

أيضا ً وجهنا الممروغ بالبطلان،‏

صار منارة ً للقادمين من النشيدْ.‏

شبق التحام مشاعري، شبق التصاق السرّ،‏

يا ليل الخرير من الفرات،‏

عرفته ليل الضفادع خارج المألوف،‏

والأصوات أكثر لحمة ً منّي،‏

ومن نار الوريدْ.‏

هذا المساء الموت يتعبني،‏

ويلقيني على الأرض الحبيبة فضيحة ً،‏

لا أبتغي الممنوع، لكنْ أنت مرآة النوايا،‏

أنت ما قلبي يريدْ.‏

هذا المساء الكهل يبلعني،‏

تعالي واحمليني فوق أكتاف الخطايا لذة ً،‏

جرح الصباح أصابعي،‏

وتناوب المسلوب والمنهوب في تهميش أغنيتي،‏

سكبتُ من الشفاه سموم قاتلتي،‏

قتلتُ على التمنّي مرّتين،‏

تناثري، ذوبي على جسدي لظاك بلا حدودْ.‏

لك ما يشاء العطر من لمس الأنوثة،‏

يسلخ الكلمات من أوراقها،‏

ويقطّع الأشجان من أوتادها،‏

ويعود منكسراً على سفن الفراغ،‏

يعود قبلك هامش الإحساس يجرفنا‏

إلى خيط النهاية لقمة ً بفم المآسي والوعيدْ.‏

تتراكم الأحلام فوق صدورنا،‏

فنجوع، نحتبس، الفواصل لا تهمُّ عنيننا،‏

والجارح المهووس يسألنا‏

عن التفصيل في الذبح البليدْ.‏

هذا المساء الكفر ينجبني صباحا ً شارداً،‏

من رغبة الإنشاد، زقزقة العظام أنا،‏

وتابوت الأماني، والتواريخ المسيئة موطني،‏

شرفي الجليل يداعب العهر الظريف،‏

أنا السنابل قبل تعليف الرغيف،‏

أنا البلابل قبل تعتيم الرصيف،‏

أنا اصفرارٌ شاحبٌ قبل الحفيف،‏

أنا النداء فعانقوني يا عصافيري البعيدة،‏

أعبر الصيف الحريق،‏

فأين مذبحتي؟! وأين تقدّمي وتراجعي؟!‏

أين السنابل يا حصيدْ.‏

هذا المساء الحزن يأكلني،‏

فمن شاء البقاء بهاجسي يبقى هنا،‏

ويساءل الأحكام يا ......‏

ماذا تريدْ؟!‏

ماذا تريدْ؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية